لا يحمل شهر رمضان فقط وجع غياب أفرادٍ في سجون الاحتلال عن موائد الإفطار في بيوتهم، فهناك نوافذ أملٍ أخرى للأسرى وعائلاتهم، نوافذ الدعاء لهم بالحرية القريبة، وتحري أوقات الاستجابة.
زوجة الأسير ماهر الهشلمون، بهية النتشة، من سكان مدينة الخليل، وهو الأسير الذي يواجه حكماً بالسجن المؤبد المكرر مرتين، تقول عن لحظة ما قبل الإفطار"شهر رمضان الفضيل لا تتجدد فيه مواجع غياب الأسرى عن مقاعدهم على موائد الإفطار مع عائلاتهم فحسب، فهناك أيضاً تتجدد الآمال من خلال الدعاء المستمر والتضرع لله تعالى بالإفراج عنهم".
تضيف زوجة الأسير الهشلمون"في شهر رمضان ترقى الروح وتكون في سموها وعلوها، وقبل الإفطار لا تتذكر عائلات الأسرى إلا أولادها، ويكون برنامج الدعاء حاضراً، والكل على استعداد للشروع بالدعاء مع فسحة الأمل في هذا الدعاء، والذي سيكون مستجاباً بإذن الله".
في منزل عائلة الأسير شاكر عمارة في مخيم عقبة جبر في أريحا، والمعتقل إدارياً، وأمضى في الأسر في اعتقالاتٍ سابقة قرابة العشر سنوات، تقول الزوجة أم عبادة التي تعودت على غيابه في شهر رمضان في حديثها لمكتب إعلام الأسرى"كل عائلة أسير تستثمر شهر رمضان في الدعاء للأسرى بشكل عام، ولابنها بشكل خاص، فزوجي عند مائدة الإفطار يكون حاضراً بروحه، ويكون كل فرد من أفراد العائلة متوجهاً إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فالأسر يتضاعف أثره ووجعه في المحطات والمناسبات، وأهمها شهر رمضان الفضيل، لذا يكون الاجتهاد من الجميع بالدعاء دون توقف عند لحظة الإفطار".
عائلة الأسير معتصم رداد من بلدة صيدا، شمال طولكرم، تضاعف من الدعاء له في شهر رمضان لحظة الإفطار، لأنه يعاني من وجعين، وجع الأسر، ووجع المرض الشديد، تقول والدته المكلومة"ابني يعاني من عدة أمراض، وهو محكوم بالسجن لمدة عشرين عاماً، واعتقل عام 2006، وفي شهر رمضان لا نعلم كيف يكون حاله، أما حالنا عند الإفطار فهو الدعاء له، وتذكر مرضه ووجعه وتناوله 17 حبة دواء يومياً، ومعاناته من أمراضٍ خطيرة".
في قلقيلية، تتذكر أم باسم الحوتري وهي من تعاني من مرضها وعدم قدرتها على الحركة، ابنها الأسير المريض أيضاً، الأسير رائد حوتري، صاحب أعلى حكم في المحافظة وهو 23 مؤبداً، ولا يتوقف لسانها عن الدعاء له ولتحرره من الأسر.
تقول الحاجة الحوتري"لساني يكون مثل الماكنة عند الدعاء له، لا يتعب ولا يكل ولا يمل، وفي وقت الإفطار أوصي أولادي وأحفادي الصغار بالدعاء له، فهو وزملائه الأسرى يحتاجون إلى الدعاء بعد أن أُغلقت الأبواب عليهم".