وحيد عائلته من الذكور، أمضى في سجون الاحتلال في اعتقالات سابقة ما يزيد عن الست سنوات، تعاجله المخابرات الإسرائيلية بالاعتقال الإداري وبالتجديد، هو الأسير والمربي محمد خضر (44عاماً) من سكان مدينة قلقيلية، يعيش محنة المرض والأسر معاً.
مكتب إعلام الأسرى تواصل مع عائلة الأسير محمد خضر وتبين بأنه يعاني في الآونة الأخيرة من وجعٍ حاد في رقبته أثّر على حركة يده اليمنى التي توقفت لفترة وعادت الحركة فيها بصعوبة، ولم يعد قادراً بشكلٍ طبيعي على الكتابة التي تعود عليها ولازمته منذ صغره لشغفه باللغة العربية وآدابها وقواعدها.
والدة الأسير محمد خضر، الحاجة خولة الخضر، تقول في حديث معها، بعد انتهاء الثلث الأول من رمضان، وابنها الوحيد خلف القضبان"الذي زاد من ألمي وخوفي على ابني، هو توقف يده نتيجة الغضروف في رقبته والذي أثّر بشكل مباشر على حركة يده، فلم يعد قادراً على استعمالها، وعادت إليها الحركة بصعوبة".
تضيف أم محمد"رغم ذلك لا تقدم مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية علاجاً لابني، ولا تتوقف عن ملاحقته، بل تهدده بالتجديد المستمر، ففي العام 2015، وتحديداً في العاشر من شهر تشرين الثاني اعتقل الاحتلال ابني محمد ضمن حملة أمنية على مدينة قلقيلية، ومكث 18 شهراً في الأسر، وتمت مصادرة سيارته الخاصة بقرار من المحكمة العسكرية، وبعد الإفراج عنه في شهر أيار من العام 2017 لم تمهله المخابرات الإسرائيلية سوى شهر ونصف، وأعادت اعتقاله لغاية حتى الآن، وجددت الاعتقال الإداري بحقه أربع مرات".
تقول الحاجة أم محمد"مناسبات عدة محزنة وسارة مرت أثناء فترة اعتقاله إدارياً بدون تهمة، فقبل شهرين رزق بمولودٍ جديدٍ أسماه، مجد، وكان الكل ينتظر خروجه ليفرح به إلا أن التجديد للاعتقال الإداري كان هدية الاحتلال له ولنا، وابنه هاشم كان من أوائل صفه لهذا العام، وفي الاعتقال الأول فارق شقيقه المقعد أشرف الحياة بعد اعتقاله بفترة وجيزة، وكانت هذه صدمة لنا، ولا نعلم متى سيكون موعد الإفراج عنه، فعقاب الاحتلال لنا لم يتوقف منذ الانتفاضة الأولى".
مكتب إعلام الأسرى نقل رسالة الأسير محمد خضر من سجن النقب الصحراوي، يقول الأسير خضر"أبدأ من قضية مرضي الأخير وتوقف يدي عن الحركة، فمن شدة الوجع توجهت إلى باب القسم وأخذت بكل قوة أصرخ وأطرق بيدي الأخرى التي أستطيع حراكها، فسياسة الإهمال الطبي تقتل الأسرى بشكل بطيء ولا يتم الالتفات إلى ألمهم ومعاناتهم ويتركون حتى الرمق الأخير، فالعلاج في السجون يكون بعد أن تصل حالة الأسير المريض إلى المرحلة النهائية التي تكون فيها الاستجابة للعلاج بطيئة جداً، ولا يكون هناك نتائج مرجوة من العلاج سوى التسكين الجزئي من الألم".
وأضاف الأسير في رسالته"الأسرى المرضى يعانون بشكلٍ مباشر من سياسة تنال من أجسامهم ومعنوياتهم، فأطباء السجون يخفون كل المعلومات في ملف الأسير الطبي، فلا تعرف ما هي طبيعة الدواء التي يعطى وتأثيراته الجانبية، فكل شيء في هذا المجال يحاط بالسرية التامة، ومن هنا تكون الخطورة، فالسرية هدفها إخفاء أسرار، ونتائج عن مرض الأسير المريض".