تَعدُّ الحاجة زكيّة مرعي، أم محمد، سنوات اعتقال ابنها الأسير محمد فوزي أسعد مرعي (36عاماً) من سكان بلدة السيلة الحارثية، قضاء مدينة جنين، والقابع في سجن النقب الصحراوي، باليوم وبالثانية، فهو اعتقل في يوم الأم بتاريخ21/3/2002، وشهر رمضان الحالي هو رقم 17 له داخل الأسر.
تقول الحاجة أم محمد، وهي من تعيش مأساة نجلها الأسير، في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى" عندما أتذكر ابني داخل الأسر أتألم لأني لا أستطيع أن أضمه إلى صدري، والفراق يزداد يوماً بعد يوم، وأخشى أن أفارق الحياة وأنا محرومة من أن أكون بجانبه، فالفراق عذابٌ لا تشعر به إلا عائلة الأسير، والكل يشهد لابني الأسير محمد بأخلاقه العالية وتضحياته وحبه لوطنه".
تضيف الوالدة المكلومة"بسبب مرضي وكبر سني لا أستطيع زيارة ابني في سجن النقب الصحراوي فالمسافة بعيدة من جنين إلى سجن النقب، وهذا الأمر يزيد من عذابي، فأنا لم أشاهد ابني منذ أكثر من عام، وهذا عذابٌ إضافيٌ لي".
مكتب إعلام الأسرى أوضح بأن الأسير محمد مرعي مكث في مركز تحقيق الجلمة ستة أشهر قبل أن تصدر محكمة الاحتلال بحقه حكماً فعلياً يقضي بالسجن مدة 22 عاماً.
تتساءل أم محمد"كيف لي أن أعيش كبقية الناس وابني اعتقل وهو طفلٌ بسن ال18عاماً وقضى ريعان شبابه خلف القضبان يتنقل من سجنٍ إلى آخر، فكيف بطفلٍ أن يتحمل هذا العذاب ليكبر خلف القضبان، ويقضي لغاية الآن 17 عاماً هناك".
وتستذكر الحاجة أم محمد يوم اعتقال نجلها قائلة"اعتقلوه بصورة وحشية وكانت قدمه مكسورة، ولم يشفع له ذلك، فالمنزل كان عبارة عن ساحة حرب، اقتحموه بصورة مرعبة ووحشية وسحبوه من بيننا وهو مصاب بدون شفقة ورحمة، ومكث في التحقيق وهو على هذا الحال ستة أشهر".
"الصور وسيلة التخاطب مع محمد" تقول الحاجة أم محمد، وتضيف"بعد هذا الفراق الطويل والعذاب الذي لا يطاق، لم يبق لنا إلا الصور الشخصية، كي نضمها أنا وإخوانه في كل مناسبة، وخاصةً في وقت الإفطار، فالأحفاد لا يعرفون خالهم وعمهم إلا من خلال الصور".