يواصل الاحتلال سياسته الإجرامية بحق الأطفال الفلسطينيين، بشكل يناقض كل النصوص والاتفاقيات التي أقرها المجتمع الدولي لحماية حقوق الأطفال القاصرين، وصون حريتهم، وعدم اللجوء للعنف بحقهم، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل.
الاحتلال الصهيوني يدوس على كل معاني وقيم حقوق الإنسان بإجراءاته القمعية والتعسفية ضد الأسرى الأطفال، من اعتقال همجي، وضغط ابتزاز وتعذيب، وكل يوم يزداد عدد الشهادات التي يدلي بها هؤلاء الأطفال القاصرين، والتي تكشف حقائق جديدة عن ظروف اعتقالهم القاسية، وممارسه الاحتلال لكل أشكال التعذيب والتنكيل بحقهم، مما يرقى إلى جرائم الحرب.
مكتب إعلام الأسرى يستعرض شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرين حول تعرضهم للتعذيب والضرب القاسي والمعاملة السيئة والتنكيل بهم خلال اعتقالهم واستجوابهم، فقد أفاد الطفل الأسير إبراهيم دعدوع (17عاماً) من قرية الخضر في بيت لحم بأن جنود الاحتلال اعتدوا عليه بالضرب حين اعتقاله بعد اقتحام منزل عائلته منتصف الليل، حيث انهال عليه أربعة من الجنود بالضرب الوحشي واللكمات على بطنه.
واستطرد الفتى دعدوع بأن أحد جنود الاحتلال قام بخنقه بلف يديه على رقبته وحين ضاقت أنفاسه قام بترك رقبته وأمسك رأسه وقام بضربها بالجدار عدة مرات، وبعد نقله إلى مركز التوقيف تعرض للضرب خلال الطريق بشكل عنيف، وكذلك خلال التحقيق أيضاً لم يسلم من الضرب والإهانة والتنكيل لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة ضده.
وتعرض الطفل لورنس خليل بدر(17عاماً)من بلده بيت دقو شمال غرب مدينة القدس للضرب الشديد واللكمات على مختلف أنحاء جسده، وذلك أثناء مداهمة منزل والده فجراً وتخريبه، وحين حاول أفراد أسرته حمايته قاموا بدفعهم بقوة، ونقل بالجيب العسكري إلى مركز التوقيف، وفي الطريق تم الاعتداء عليه بالضرب بأقدام الجنود والبنادق.
بينما نكلت قوات الاحتلال بالطفل الأسير أحمد الأطرش(17عاماً)وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، وذلك خلال عملية اعتقاله من منزله في مخيم الدهيشة قضاء بيت لحم، وحين جرى نقله إلى التحقيق تم شبحه لأيام متواصلة وحرمانه من النوم والطعام وتعرض للسب والشتم والإهانة والتهديد بهدم منزله واعتقاله عائلته.
من جانبه أكد مكتب إعلام الأسرى على أن 99% من الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا إلى أساليب متعددة من التعذيب والتنكيل والإهانة، منذ لحظة اعتقالهم، حيث بدأ الأمر باستخدام الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، واستخدام الكلاب البوليسية المتوحشة، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد وإبقائهم دون طعام أو شراب لفترة طويلة.
الاحتلال لم يكتفِ بتصعيد الاعتقالات بحق القاصرين إنما لجأ أيضاً إلى فرض أحكام قاسية وردعية بحقهم، وصلت إلى ما يزيد عن 15 عاماً لبعض الأسرى الأطفال.
مكتب إعلام الأسرى يدعو كافة المؤسسات الدولية المعنية بشؤون الأطفال إلى إرسال لجان تحقيق متخصصة للاطلاع على الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال.