حضور صور أسرى المؤبدات في سجون الاحتلال على حدود غزة ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى، وإقامة معرضٍ لصورهم، أعطى بارقة أمل لعائلاتهم بأنه لا زال لهم حضورٌ في ذاكرة الشعب الفلسطيني، فبالرغم من قسوة الظروف إلا أن هذا الشعب لا ينسى أسراه.
زوجة الأسير المهندس عباس السيد من مدينة طولكرم، أم عبد الله، والتي يواجه زوجها حكماً بالسجن المؤبد المكرر 35 مرة، إضافة إلى 50 عاماً أخرى، علقت على رفع صور الأسرى أصحاب المؤبدات في مسيرة العودة الكبرى فقالت"عندما شاهدت أحد أطفال غزة يحمل صورة زوجي بجانب تلال الرمال في مسيرات العودة الكبرى، انتابني شعور لا يوصف من السعادة والسرور".
تضيف أم عبد الله"زوجي المغيب في السجن منذ عام 2002 والمحكوم من قبل محكمة إسرائيلية 3550 عاماً، كان حاضراً ضمن فعاليات مسيرة العودة من قلب غزة المحاصرة، وأعتبر هذا هديةً لا توصف، وبشرى تبعث فينا الأمل، فكل أفراد العائلة توقفوا عند صورة زوجي وهو حاضرٌ هناك".
زوجة الأسير عباس السيد أكدت أن هذه الرمزية لها أثر في نفوس عائلات الأسرى التي تعيش على الأمل وعلى كل بارقة تأتي من هنا وهناك، تقول أم عبد الله"أسرانا يعيشون في مدافن الأحياء ومن يساعد على حضورهم في أي محفل يقدم لهم ولعائلاتهم خدمة، فعائلة الأسير هي التي تشعر بمدى التضامن وتأثيره أكثر من غيرها، فهي صاحبة تجربة مريرة وطويلة مع السجن والسجان".
زوجة الأسير عباس السيد ثمّنت فعاليات غزة في مسيرة العودة والتي أقامت معرضاً للصور لقدامى الأسرى وفي مقدمتهم أصحاب المؤبدات، مشيرةً إلى أن هذا المعرض من أهم رسائل مسيرة العودة الكبرى، والتي جعلت حق العودة مقروناً بحرية الأسرى.
ترى المحررة إيمان عامر، زوجة أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الأسير نائل البرغوثي، في صور قدامى الأسرى في مسيرة العودة، جزءاً من مسيرة الوفاء من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للحركة الأسيرة، ولو كانت الحدود مفتوحة لكانت عائلات الأسرى في مقدمة المشاركين".
تقول المحررة إيمان نافع"الصورة في هذا المكان لها خصوصية معينة، وهي أن الأسرى ليسوا في طي النسيان، بل هم ضمن الأولويات، لذا نبرق نحن كعائلات أسرى قدامى رسائل الإجلال والإكبار لأهلنا في غزة، فرسالتهم للأسرى وصلت من الحدود، والسجون ليست بعيدة عن مكان تواجدهم، والفرج قريب".
المربية أسماء حوتري زوجة الأسير رائد حوتري المحكوم 23 مؤبداً وهو صاحب أعلى حكم في محافظة قلقيلية، لفتت إلى أن صورة زوجها مع قدامى الأسرى في معرض صور ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى هو خير دليلٍ على أن قضية الأسرى حية في قلوب الفلسطينيين، ولها مكانتها التي لا تتزعزع مهما كانت الأوضاع المعيشية والسياسية.
وأضافت الحوتري"أسرانا بوصلة هذا الشعب وأينما يكونوا تجد سيرتهم حاضرة، وعند سماع الأسرى بأنهم حضروا في مسيرة العودة، سيطيرون فرحاً بهذه البشرى، فهم يتوقعون هذا الوفاء، وعندما يكون هذا الوفاء حاضراً، يكون وقعه أكبر".
المحرر وليد الهودلي والذي أمضى في السجون أكثر من 14 عاماً وألّف فيه عدة مؤلفات قال عن رمزية صور الأسرى على حدود غزة في مسيرة العودة"هذه اللفتة الأخلاقية من أهل غزة المنتفضين على الاحتلال، لها مكانة كبيرة في نفوس الفلسطينيين كافة".
يضيف الهودلي"وجع الأسر تسلل إلى كل عائلة فلسطينية، لذا فتأثير هذه الخطوة إيجابي بامتياز للحركة الأسيرة التي ستنتعش من هذه الخطوة عند سماعها ومشاهدتها هذا الحضور اللافت، ومعرض صور الأسرى ليس بعيداً عن مكان تواجد الأسرى في سجن النقب ونفحة وريمون وبئر السبع وغيرها، فقد تعانقت المشاعر والجغرافيا هناك".