يريد الأسير الفلسطيني ،يتم إطلاق سراحه ونيل حريته بأقرب فرصة وبأي وسيلة شرعية ومشرفة كانت ، وعلى رأسها بل وأهمها وأكثرها واقعية وهي صفقات التبادل التي تعقدها المقاومة مع المحتل الصهيوني ن وحتى ذلك الحين ( القريب ) لا بد وجوبا أن يعمل الشعب الفلسطيني وبكافة قواه وأحزابه ومقاومته ومؤسساته على التخفيف من معاناة الاسير وأهله بل وتحسين شروط حياته وحياتهم قدر الامكان .
وبناء على ذلك فإن الهم الاول والسؤال الابرز الذي يتردد في أوساط الاسرى وذويهم ، وبعد مضي حوالي أربع سنوات على اسر الجنود في العصف المأكول وسبعة سنوات من صفقة وفاء الاحرار( 1) وخاصة أولئك الذين مضى على اعتقالهم سنوات طوال تصل لدى العشرات الى أكثر من عشرين سنة ، هو لماذا تأخر عقد صفقة وفاء الاحرار (2 ).. ؟ تلك الصفقة التي وصفها قادة المقاومة أنها ستكون مشرفة وقادرة على إطلاق سراح الكثير الكثير من الاسرى . هل السبب هو تعنت ومماطلة الاحتلال المعروفة وحسب ؟ أم لضخامة المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية بشكل عام والمقاومة بغزة بشكل خاص ؟
ألا يمكن للمقاومة التي يبتكر أبناؤها يوميا وسائل مقاومة كمسيرة العودة أن تمارس المزيد من الضغوطات الممكنة لإجبار اسرائيل على عقد الصفقة ، ان هذه الاسئلة لا تأتي إلا على أرضية الامل والثقة بذكاء وإمكانيات المقاومة والتي تجاوزت في السابق العديد من العقبات التي يضعها الاحتلال من اجل التهرب من دفع الثمن الباهظ لأي صفقة تبادل قادمة .
إنها الحرية أولا والحرية ثانيا هي ما يريده الاسرى من شعبهم وإخوانهم الاحرار ، وهذا لا يقلل من قيمة وحاجة الاسرى للدعم المادي والمعنوي ، السياسي والاجتماعي ، المالي والاعلامي فهي حاجات لا يستغني عنها الاسير من أجل ثباته وصموده في وجه التحديات ، التي يفرضها واقع الاسر الصعب و المرير.
ولأن الأسير الفلسطيني مرتبطا إرتباطا عضويا بهموم وآمال شعبه المكافح ، فهو يحزن ويتألم لما وصلت اليه أحوال الوضع الداخلي الفلسطيني حيث تحول الانقسام الى ملاحقة وحصار، وأصبح الفلسطيني وبتشجيع من الاحتلال يحارب لأخاه حتى بلقمة عيشه . ولكنه وفي المقابل يرقب بإعجاب وتقدير إبداعات شعبه في (مسيرة العودة ) وهي تعيد للفلسطيني تألقه وتظهر نضاله بحلة متجددة ، وتكرس وحدة وطنية ميدانية بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني . وذلك على قاعدة المقاومة بكافة أشكالها لتحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة .