بعد 34 شهراً نال عبد الله باسم طاهر عودة، من سكان قلقيلية حريته، من سجن النقب الصحراوي، ليصل مدينته ويفقد فرصته في عناق أمه المريضة، والتي نقلت لمستشفى المقاصد لتلقي العلاج، وبعد ساعات من تحرره تلقى نبأ وفاتها، وهي التي كانت تتمنى أن تعانقه حراً.
المحرر عبد الله، قال لمكتب إعلام الأسرى"الاحتلال حرمني من رؤية أمي المريضة في آخر اللحظات، وكنت أعد الأيام يوماً بعد يوم لأراها، وعندما خرجت من البوسطة نحو حاجز الظاهرية، كنت في شوق كبير للقائها، لكن قدر الله شاء أن تفارق الحياة، تشكو ظلم الاحتلال الذي حرمني منها أكثر من ثلاث سنوات، فهي حين لحظة اللقاء كانت في مستشفى المقاصد في حالة صعبة".
يضيف عودة"كانت أمي تقول: يا ليتني أراك حراً طليقاً، وتحققت الحرية ولم يتحقق اللقاء معها فهي فارقت الحياة مع رغبتها في أن أكون بجانبها في مرضها وفترة علاجها".
مدير نادي الأسير في قلقيلية لافي نصورة، أكد تعدد مآسي الاعتقال للأسرى الفلسطينيين فمنهم من يفقد والديه وأقاربه وأعز الناس إليه داخل الأسر، فالسجون تعتبر منافي ومدافن لآلاف الأسرى.
يضيف لافي نصورة"في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني تكون فاجعة وفاة والدة الأسير المحرر عبد الله عودة حيث كانت ساعات قليلة تفصل بينهما، ولو كان باستطاعة المحرر عبد الله دخول القدس نحو مستشفى المقاصد لكان اللقاء قبل الوفاة، فالاحتلال يقيد المحرر بعد التحرر بعدة قيود منها، عدم السماح له بدخول القدس".
يشير نصورة إلى أن جرائم الاحتلال يجب توثيقها، ومنها عدم السماح للأسرى برؤية ذويهم قبل وفاتهم، ومنعهم من المشاركة في تشييع جثامينهم.
شقيق الأسير محمد داود، أقدم أسير في قلقيلية، وائل داود، يقول بعد وفاة والدة المحرر عبد الله عودة"الاحتلال حرم شقيقي الأسير من والدي ووالدتي، فقد توفيت والدتي يوم الزيارة عندما كانت تستعد لها وكانت الفاجعة عندما علم بوفاتها من الزائرين، فهو كان يستعد لزيارتها، وليس لتلقي خبر وفاتها".
يضيف داود"الاحتلال يعاقب الأسرى وعائلاتهم على مدار الساعة، وما حصل مع المحرر عبد الله عودة، يتكرر بشكل دائم مع العديد من عائلات الأسرى، فحياة الأسير مليئة بالمفاجآت الحزينة وبيوت العزاء تفتح داخل السجون باستمرار، وهذا يدلل على مدى الظلم الواقع عليهم من قبل مصلحة السجون، وإجراءاتها الأمنية".