أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 1000 مواطن فلسطيني مدني خلال العملية العسكرية المستمرة على شمال قطاع غزة منذ 27 يوماً متواصلة بينهم العشرات من الكوادر الطبية.
وأوضح مركز فلسطين أن الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وأعاد منذ عدة أسابيع اجتياح وحصار شمال قطاع غزة مع التركيز على مخيم جباليا، قام خلالها بقتل المئات من المواطنين وتدمير ما تبقى من البنية التحتية والمنازل إضافة إلى ممارسة عمليات اعتقال واسعة طالت النساء والأطفال والكوادر الطبية والجرحى ووصلت إلى أكثر من ألف حالة اعتقال، أفرج الاحتلال عن جزء منهم بينما أبقى على اعتقال حوالي 600 مواطن.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال اقتاد المعتقلين إلى أماكن خاصة عبارة عن حفر عميقة أحدثتها الجرافات الضخمة للاحتلال على أنقاض المنازل التي تم تدميرها، وقام باحتجازهم فيها وهم مقيدي الأيدي، والتحقيق معهم لساعات طويلة، حيث أفرج عن النساء والأطفال، بينما اقتاد الرجال إلى مراكز اعتقال في الداخل الفلسطيني بطريقة غير آدمية مكدسين بالعشرات داخل شاحنات مفتوحة وهم عراة ومقيدين ومعصوبي الأعين ومنها معتقل "سيديه تيمان" السيء الذكر والذي استشهد فيه العشرات من الأسرى نتيجة التعذيب المميت والإهمال الطبي.
وكشف مركز فلسطين أن الاحتلال اعتقل 40 من الكوادر الصحية من شمال القطاع خلال العملية الأخيرة وذلك بعد اقتحام مستشفى كمال عدوان ومستشفى الأندونيسي، وإخلائها من المرضى والجرحى كذلك اقتحام مراكز الإيواء في محيط المستشفيين حيث أفرج الاحتلال عن 10 من العاملين في المجال الطبي بينما لا يزال يعتقل 30 منهم على راسهم د.محمد عبيد رئيس قسم الجراحات الترميمية وجراحة العظام فى مستشفى كمال عدوان.
وبيَّن مركز فلسطين أن من بين المعتقلين من الكوادر الطبية المسعفين معين أبو العيش ورامي ابوشقفه من مستشفى كمال عدوأن وأطلقت سراحهم بعد التحقيق لساعات، كذلك اعتقلت أربعة جرحى من مستشفى الأندونيسي شمال القطاع رغم حاجتهم للعلاج والمتابعة مما يشكل خطورة على حياتهم، إضافة إلى اعتقال عدد من الناشطين الذين ينقلون جرائم الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزهم الفتى "عبود بطاح" والذي أفرج عنه بعد ساعات من التحقيق.
بينما طالت الاعتقالات كذلك العاملين في جهاز الدفاع المدني الذين يقومون بإجلاء الجرحى وإطفاء الحرائق الناجمة عن قصف الاحتلال للمنازل، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خمسة من كوادر الدفاع المدني في شمال القطاع وهم: محمد سالم وخالد أيوب وحازم سالم وأشرف عبد النبي وأدهم الرنتيسي.
وحذر مركز فلسطين من إقدام الاحتلال على إعدام أسرى غزة سواء من خلال التحقيق المميت باستخدام أساليب التعذيب المحرمة دولياً لانتزاع المعلومات منهم بالقوة، أو إطلاق النار عليهم مباشرة بغرض القتل العمد كما جرى مع المئات من الشهداء، علماً أن 24 أسيراً من غزة ارتقوا داخل سجون الاحتلال وهم من عرفت أسمائهم جراء التعذيب والتجويع والتنكيل والإهمال الطبي، بينما هناك العشرات ممن لم يفصح الاحتلال عن هوياتهم حتى الآن.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال يحتجز أسرى غزة في عدة سجون أبرزها النقب وعوفر، إضافة إلى معتقل سيديه تيمان، بينما يواصل جريمة الإخفاء القسري بحقهم، حتى يتسنى له ممارسة القتل والتنكيل بعيداً عن وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية والأنسأنية، حيث لا يعرف عددهم بالتحديد أو ظروف اعتقالهم وما أعلن عنه فقط هو وجود (1600) أسير من غزة تحت مسمى "مقاتلين غير شرعيين"، من أصل أكثر من 7 آلاف مواطن من غزة تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل وتحمل مسئولياتها تجاه ما يجرى من جرائم واضحة ومباشرة بحق المعتقلين من غزة، والأسرى بشكل عام، والتي تعرض حياة الأسرى للخطر، حيث استشهد 41 اسيراً خلال العام الأخير، بينما تشهد السجون حرب حقيقية على الأسرى بالتعذيب والتجويع ومنع الزيارات والحرمأن من كافة الحقوق والامتيازات.