أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت خلال الشهر الماضي من عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث رصد المركز (510) حالة اعتقال خلال شهر آب/ أغسطس.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية أغسطس في الضفة الغربية والقدس وصلت إلى أكثر من (10365) حالة اعتقال، طالت (355) امرأة وفتاة، وحوالي (720) طفل و(96) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال أغسطس الماضي (510) مواطناً بينهم (8) سيدات وفتيات و(26) قاصراً، وارتقى 5 شهداء في سجون الاحتلال بينهم 3 من قطاع غزة.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين القاصرين خلال شهر يوليو الماضي إلى (26) طفلاً أصغرهم الطفل "عمار صبحي عبد الكريم" 14 عام من رام الله حيث اعتقل من منزل عائلته بعد الاعتداء عليه بالضرب ورغم صغر سنه، تم تحويله للاعتقال الإداري لمدة 4 شهور.
بينَّما واصل الاحتلال خلال أغسطس من سياسة استهداف النساء والفتيات، حيث وصلت حالات الاعتقال بينهم إلى (8) حالات منهم الطالبة في جامعة القدس "براء فقهاء" اعتقلت على حاجز عسكري قرب نابلس وصدر بحقها قرار اعتقال إداري، واعتقلت المحررة في صفقة التبادل الأخيرة الطالبة في جامعة بيرزيت "دانيا حناتشه" من رام الله وحولت للإداري، كما اعتقلت الطالبة في جامعة بيت لحم "براءة يوسف شماسنه" من بلده قطنة شمال غرب القدس المحتلة، واعتقلت الفتاة "سعاد فريد حماد" من مخيم نور شمس على إحدى الحواجز العسكرية قرب قلقيلية بعد تفتيش هاتفها، واعتقلت الفتاة "ايه الريماوي" بعد مداهمة منزلها فى بيت ريما شمال غرب رام الله، كما اعتقلت الطالبتين فى جامعة بير زيت المحررتين "ربى عاصي ويارا ابوحشيش" على حاجز الكونتينر وتم الإفراج عنهما بعد ساعات من التحقيق.
استشهاد 5 أسرى
وكشف مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال أغسطس الماضي إلى (261) شهيد أسير بارتقاء 5 شهداء جدد داخل سجون الاحتلال وهم الأسير "اسلام السرساوى" 42 عام من حى الشجاعية شرق مدينة غزة، وكان اعتقل خلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي وتعرض لتعذيب قاسى في معتقل "سيديه تيمان" واستشهد قبل نحو 4 شهور وأخفى الاحتلال خبر استشهاده، والأسير "عمر عبد العزيز جنيد" 26 عام من جباليا شمال القطاع استشهد في يوليو الماضي نتيجة التعذيب الشديد خلال التحقيق، وكان اعتقل في ديسمبر 2023 ولم يعرف مصيره إلى أن أبلغ "مركز هموكيد الحقوقى" ذويه باستشهاده قبل أسابيع نتيجة التعذيب دون تفاصيل.
كذلك استشهد الأسير الجريح "كفاح عصام ضبايا" من جنين بعد أسبوع من اعتقاله جريحاً ونقله إلى مستشفى رامبام بالداخل المحتل، وذلك نتيجة الإهمال الطبي، كما استشهد الأسير "زاهر تحسين رداد" من طولكرم بعد اعتقاله بشهر حيث كان الاحتلال اعتقله واستخدمه كدرع بشرى بعد ربطه على مقدمه الجيب العسكري رغم أنه مصاب، وتعرض لجريمة الإهمال الطبي الأمر الذي أدى إلى ارتقائه شهيداً.
وآخر شهداء الحركة الأسيرة كان الأسير المسن " نصر سالم زيارة" 65 عاماً من حي التفاح بقطاع غزة، حيث كان اعتقل مع نجله "جهاد" خلال حرب الإبادة على قطاع غزة في ديسمبر من العام الماضي، ونقل إلى التحقيق في معسكر "سيديه تيمان" وتعرض لتعذيب قاسي رغم كبر سنه ومعاناته من عدة أمراض، وتعرض لانتكاسة صحية نتيجة التعذيب والإهمال الطبي ونقل إلى مشفى الرملة حيث ارتقى شهيداً وكشف عن إصابته بحروق في الجزء السفلي من جسده وعدم قدرته على السير في الفترة الأخيرة حسب شهادة أسرى التقوا به في سجن الرملة.
كذلك استشهدت الأسيرة المحررة "وفاء جرار" من جنين بعد شهرين على الإفراج عنها إثر اصابتها بجراح خطيرة حيث بترت قدميها خلال اعتقالها وصدر بحقها قرار اعتقال إداري وبعد أيام أطلق الاحتلال سراحها للتنصل من مسئوليته عن إصابتها وإهمال علاجها خلال فترة الاعتقال.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر أغسطس من جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يقارب من (700) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمة منها (7) قرارات صدرت بحق الأسيرات بعضها تجديد اعتقال لمرة ثانية، حيث جدد الإداري للأسيرتين "ليان كايد" من نابلس، والصحفية "بشرى الطويل" من البيرة لمدة 4 شهور إضافية.
وكانت سلطات الاحتلال صعدت من اصدار الأوامر الإدارية بشكل خطير جداً منذ السابع من أكتوبر بحق الأسرى والتي طالت كافة الفئات بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين والنواب.
وقد وصل عدد الأسرى الإداريين حتى نهاية شهر أغسطس حوالي 3500 أسير وهو يمثل ما نسبته 36% من إجمالي عدد الأسرى البالغ (9900) أسير.
معتقلي غزة
وأكد مركز فلسطين أن الاحتلال أفرج خلال الشهر الماضي عن 47 معتقلاً من غزة على دفعتين بينهم نساء بعد شهور على اعتقالهم وهم جميعاً بحالة صحية سيئة نتيجة تعرضهم للتعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي وظروف الاحتجاز المذلّة في معتقلات الاحتلال وتم نقل غالبيتهم إلى المستشفى لتلقى العلاج.
بينما واصل الاحتلال وبتعليمات مباشرة من أعلى سلطة أمنية وسياسية في حكومة الاحتلال المتطرفة عمليات التنكيل والتعذيب بحق أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا خلال شهور الحرب، حيث تبقى منهم ما يقارب من (1500) أسير، ونقل عمليات التعذيب إلى معسكر الاعتقال في سجن عوفر الذي يقبع فيه المئات من أسرى غزة بعد فضح جرائم التعذيب في معسكر "سيديه تيمان" لإبعاد الضوء عن الجرائم التي ارتكبت في هذا المعسكر بحق المعتقلين بما فيها جرائم الاغتصاب.
وأوضح مركز فلسطين أن الاحتلال نقل المئات من أسرى غزة إلى معسكر اعتقال أقيم في مجمع عوفر الاعتقالى يتبع لجيش الاحتلال وليس لإدارة السجون ولا تتوفر أي معلومات عن أعدادهم أو ظروف اعتقالهم وما رشح من معلومات قليلة من خلال زيارات نادرة سمح بها الاحتلال لبعض المحامين، كشفت عن التعذيب الشديد الذي يتعرض له الأسرى هناك والذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء.