أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تصعيد عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث رصد المركز (450) حالة اعتقال خلال شهر تموز/ يوليو.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية يوليو في الضفة الغربية والقدس وصلت إلى أكثر من (9900) حالة اعتقال، طالت (335) امرأة وفتاة، وحوالي (670) طفل و(87) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال يوليو الماضي (450) مواطناً بينهم (17) سيدة وفتيات، و(24) قاصراً، وارتقى شهيدين في سجون الاحتلال.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين القاصرين خلال شهر يوليو الماضي إلى (24) طفلاً أصغرهم الطفل المقدسي نواف السلايمة (12)عام حيث أعيد اعتقاله بعد حبس منزلي لأكثر من 14 شهر، وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلى لمدة عام.
بينَّما صعدت سلطات الاحتلال خلال يوليو من سياسة استهداف النساء والفتيات وخاصة ذوي من تسميهم بالمطلوبين للضغط عليهم لتسليم أنفسهم، حيث وصلت حالات الاعتقال بينهم إلى(17) حالة، بينهم الموظفة في جامعة بير زيت "هديل حجازي" من رام الله خلال عودتها من السفر على معبر الكرامة، كما اعتقلت المعلمة "ختام عماوي" من جنين، والطالبة فى جامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل "براء طراد السلايمة"، والطالبة فى جامعة النجاح "دينا اشتيه" من نابلس، والطالبة في جامعة النجاح "ابتهال العامر" من نابلس، وأفرج عنها بعد 8 أيام من الاعتقال، كما أعادت اعتقال المحررة والكاتبة "اسراء لافي" من الخليل، واعادت اعتقال المحررة "زينة مجد بربر" من القدس ، واعتقلت الشقيقتين "شيماء واية عبيد" من نابلس .
وفى مواصلة لاستهداف أهالي المطلوبين للاعتقال للضغط عليهم لتسليم أنفسهم اعتقلت قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي والدة وشقيقتي المطارد "معاوية الرياشي" من قلقيلية، ووالدة "سيف دواس" من طوباس، ووالدة المطارد "طارق داود" من قلقيلية، و"نهيل مسالمة" زوجة الأسير عايد دودين من الخليل، وشقيقة الشهيد المحرر المبعد إلى غزة "زين حميدة" من رام الله.
استشهاد أسرى
وكشف مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال يوليو إلى (256) أسير بارتقاء شهيدين جدد داخل سجون الاحتلال وهم الشهيد الشيخ "مصطفى ابوعرة" (63 عاماً) من طوباس نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في جريمة متعمدة ترقى إلى الاغتيال حيث رفض الاحتلال إطلاق سراحه رغم أنه معتقل إداري دون تهمة ويعانى من مشاكل في الدم والقلب وتضخم في الطحال ولم يقدم الاحتلال له أي رعاية طبية أو علاج الأمر الذي أدى إلى تردي وضعه الصحي بشكل خطير واضطر الاحتلال إلى نقله إلى مشفى سوروكا بالداخل المحتل وأعلن هناك عن استشهاده نتيجة الإهمال الطبي.
بينما استشهد الأسير "جمال شواهنه" من جنين بعد أسبوع على اعتقاله للضغط على نجله المطارد "ضياء" لتسليم نفسه حيث تعرض لتعذيب قاسى لا يتحمله البشر لإرغامه على تقديم معلومات عن مكان تواجد نجله ونتيجة التعذيب أصيب بجلطة قلبية أدت إلى استشهاده.
كذلك أقدم الاحتلال على إعدام ثلاثة أسرى من غزة وهم محمد عوض حجازي، ورمضان عوض حجازي، وكامل إيهاب غباين بعد أن اعتقلهم وحقق معهم لأسبوعين قام بإيهامهم بإطلاق سراحهم في معبر كرم أبوسالم شرق رفح جنوب قطاع غزة، ثم قام بإطلاق النار عليهم وهم مقيدين في جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال بإعدام العشرات من أسري غزة.
معتقلي غزة
وأكد مركز فلسطين أن الاحتلال واستمرارًا لحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها بحق سكان قطاع غزة واصل خلال يوليو الماضي عمليات الاعتقال بحق المدنيين خلال الاجتياح البري الهمجي للقطاع حيث اعتقل عشرات المواطنين العزل بعد إعادة اجتياح مناطق شرق خانيونس والشجاعية والزيتون ورفح.
بينما أفرج الاحتلال خلال الشهر الماضي عن 26 معتقلاً من غزة بحالة صحية سيئة نتيجة تعرضهم للتعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي وظروف الاحتجاز المذلّة في معتقلات الاحتلال وتم نقل غالبيتهم إلى المستشفى لتلقى العلاج، وكان إعلام الاحتلال كشف عن قتل 36 معتقلاً في معسكر الموت فى "سديه تيمان" ولا يزال الاحتلال يمارس سياسة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة ويعزلهم في ظروف قاهرة ليمارس القتل بحقهم دون رقابة أو حساب.
وفى تأكيد على التقارير التي أفادت بارتكاب جرائم حرب داخل معسكر الاعتقال "سيديه تيمان" الذى يحتجز فيه اسرى غزة، سلط خلاف جرى بين شرطة الاحتلال العسكرية وجنود يعملون في المعسكر الضوء على جانب يسير من تلك الجرائم القذرة التي يندى لها جبين الإنسانية، حيث كشف عن ارتكاب فظائع بحق المعتقلين بما فيها اعتداءات جنسية على المعتقلين بتعليمات من وزراء حكومة الاحتلال المتطرفين الذين أعطوا ضوء أخضر لتلك الممارسات المميتة والحاطة بالكرامة التي تهدف لإذلال المعتقلين وسحق إنسانيتهم والوصول بهم إلى الموت أو الإعاقة الدائمة النفسية والجسدية.
واعتبر مركز فلسطين أن ما تم كشفه هو غيض من فيض مما يرتكب في هذا المعسكر من جرائم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية التي تدعى الحضارة وترفع شعار حقوق الانسان، ولم تكلف نفسها حتى بإصدار بيان إدانة تجاه الجرائم البشعة التي يتعرض لها أسرى غزة في معسكر "سديه تيمان" منذ السابع من أكتوبر والتي فاقت ما جرى في غوانتنامو.
الأوامر الإدارية
وبيَّن مركز فلسطين أن سلطات الاحتلال صعدت خلال شهر يوليو من جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يقارب من (900) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمة منها (6) قرارات صدرت بحق الأسيرات بعضها تجديد اعتقال لمرة ثانية، حيث جدد الإداري للأسيرتين " شيماء رواجبه من نابلس والأسيرة "ليان ناصر" من رام الله، وحول الأسيرتين الكاتبة إسراء لافي من الخليل والأسيرة هديل حجازي للإداري.
وكانت سلطات الاحتلال صعدت من إصدار الأوامر الإدارية بشكل خطير جداً منذ السابع من أكتوبر بحق الأسرى والتي بلغت منذ ذلك التاريخ أكثر من (9000) قرار إداري منها (900) قرار صدرت الشهر الماضي واستهدفت كافة الشرائح بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين.
وقد وصل عدد الأسرى الإداريين حتى نهاية شهر يوليو حوالي 3500 أسيراً وهو يمثل ما نسبته 37% من إجمالي عدد الأسرى البالغ 9300 أسير.