اعتبر مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن ما تم كشفه أمس نتيجة خلاف جرى بين شرطة الاحتلال العسكرية وجنود يعملون في معسكر سيديه تيمان هو غيض من فيض وجزء يسير مما يجرى في معسكر الموت من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
ووصف مركز فلسطين ما يجرى في معسكر "سديه تيمان" بأنه وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يدعى الحضارة ويرفع شعار حقوق الانسان، ويقدح بشكل لا يدع مجالا ً للشك في نزاهة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية التي تدعى الحرص على تطبيق المواثيق الإنسانية والمعاهدات الخاصة بحقوق الانسان بغض النظر عن جنسيته، ولم يحرك ساكناً تجاه الجرائم البشعة التي يتعرض لها أسرى غزة في معسكر "سديه تيمان" والتي فاقت ما جرى في غوانتنامو والتي هزت العالم حين الكشف عنها.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال يمارس منذ السابع من أكتوبر جريمة حرب متعمدة ضد الآلاف من الأسرى الذين تم اعتقالهم من أنحاء قطاع غزة بعد الغزو البري للقطاع وارتكاب جرائم إبادة جماعية حيث قام بافتتاح معسكر "سديه تيمان" الذي لا يخضع لأي نوع من أنواع الرقابة وأعطى قادة المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال صلاحيات واسعة وغطاء قانوني للجنود ومحققي الشاباك لاستخدام كل وسائل التعذيب القذرة المميتة والحاطة بالكرامة بهدف إذلال المعتقلين وسحق إنسانيتهم والوصول بهم إلى الموت أو الإعاقة الدائمة النفسية والجسدية.
وبين مركز فلسطين أن ما جرى من المتطرف بن غفير وحزبه من محاولة شرعنة ما قام جنود الاحتلال فى "سديه تيمان" من انتهاك لحرمة الإنسانية وممارسة التعذيب الذي يفضي إلى الموت بما فيها الانتهاكات الجنسية والمطالبة بعدم محاكمتهم ومحاسبتهم يثبت بشكل قاطع ان جهات رسمية حكومية توفر غطاء لهذه الجرائم وليست تصرفات فردية من بعض الجنود أو المحققين كما يحاول أن يظهر الاحتلال مما يستدعى محاكمة دولية لهذه الثلة المجرمة التي انتهكت كل الأعراف والشرائع الإنسانية.
وقال مركز فلسطين إن الاحتلال اعترف بشكل علني بقتل 36 معتقلاً في معسكر الموت فى "سديه تيمان" منذ السابع من أكتوبر وهذا العدد الذي تم كشفه فقط، وهو لا يمثل الحقيقة حيث أن أعداد القتلى أكبر من ذلك بكثير بحيث لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة ويعزلهم في ظروف قاهرة في سجني عوفر والنقب والعشرات في سديه تيمان ليمارس القتل بحقهم دون رقابة أو حساب.
وأكد مركز فلسطين أن الخلاف الذي جرى بين الشرطة العسكرية وجنود الاحتلال كشف جانب بسيط وجزء يسير من الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق أسرى غزة في ""سديه تيمان" حيث بجانب الاعتداءات الجنسية يرتكب الاحتلال العشرات من الجرائم المتعمدة منها الصعق بالكهرباء في أماكن حساسة، تعليق المعتقلين من أقدامهم لساعات طويلة، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم، وتقييد الأسرى طوال اليوم حتى خلال تقديم وجبه الطعام الوحيدة في اليوم، حيث يمارس الاحتلال سياسة التجويع، إضافة إلى الاعتداء عليهم بالضرب المبرح والألفاظ النابية والشتائم والتهديد طوال فترة الاعتقال وإبقائهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة ورؤوسهم إلى الأرض، والحرمان من الاستحمام لأسابيع وعدم تقديم أي علاج أو رعاية للأسرى الجرحى والمرضى مما تسبب في وفاة العديد منهم.
وقال مركز فلسطين إن ما يتعرض له المعتقلين يأتي في إطار الانتقام وممارسة السادية بحق الأسرى المدنيين العزل، وخاصة أن التحقيق معهم لأسابيع أكد أن لا علاقة لهم بالمقاومة أو العمل المقاوم ولا يوجد لديهم أي معلومات هامة تخدم عمليات الاحتلال، وقد صرح ضباط وجنود الاحتلال بذلك للمعتقلين بأنهم ينتقمون منهم فقط لما جرى في السابع من أكتوبر.
وطالب مركز فلسطين أحرار العالم وما تبقى من ضمير أو إنسانية لدى المجتمع الدولي تشكيل لجان تحقيق وزيارة معتقل "سديه تيمان" والاطلاع بشكل مباشر عما يجرى بداخله من جرائم، والاستماع إلى المحررين من أسرى غزة الذين أطلق سراحهم بعد اعتقال لشهور وخرجوا في حالة يرثى لها، بعضهم توفى بعد أيام من الإفراج عنه، والضغط لمحاسبة مجرمي الحرب الذين أعطوا الضوء الأخضر والغطاء لمرتكبي تلك الجرائم بحق الأسرى.