اعتبر مركز فلسطين لدراسات الاسرى أن الجدل الذي يدور في أروقة حكومة الاحتلال حول إخلاء معتقل "سديه تيمان" مفتعل ويهدف لذر الرماد في العيون ومحاولة قلب الحقائق حول أهلية المعتقل كمكان للاحتجاز يوافق القوانين الدولية وللهروب من الملاحقة الدولية لاستخدامه كمسلخ للبشر.
أوضح مركز فلسطين أن الفظائع التي ترتكب في معتقل سديه تيمان والتي تم الكشف عن جزء منها خلال الأسابيع الماضية من خلال شهادات الأسرى الذين تحرروا من المعتقل، والمحامين الذين تمكنوا بعد 8 شهور كاملة من زيارة المعتقل والتي أظهرت مدى السادية والجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق المعتقلين والتي أدت إلى استشهاد العشرات منهم، دفعت العديد من المدافعين عن حقوق الانسان للمطالبة بإغلاق المعتقل واعتباره أسوء من معتقل غوانتنامو .
واستطرد مركز فلسطين أن هذه الصورة القاتمة دفعت الاحتلال إلى محاولة تضليل الراي العام الدولي بتدخل قضاء الاحتلال للمطالبة بالتحقيق في التقارير التي أظهرت الجرائم التي ترتكب بحق أسرى غزة في سديه تيمان، وما أعقبها من الإعلان عن موافقة رئيس وزراء الاحتلال المجرم نتنياهو على إخلاء المعتقل من الأسرى وتحويله إلى مركز تحقيق فقط، بينما رفض وزير الامن المتطرف "بن غفير" القرار وطالب باستمرار فتحه لاحتجاز أسرى غزة في المعتقل السيء الذكر.
وقال مركز فلسطين إن معتقل "سديه تيمان" وبحسب شهادات الأسرى والمحامين ونشطاء حقوقيين دوليين لا يصلح نهائياً لاحتجاز البشر أو حتى مكان للتحقيق كونه معسكر للجيش لا يخضع للرقابة، ويعتبر مسلخ للبشر يمارس فيه الاحتلال وسائل التعذيب المحرمة دولياً إضافة إلى تنفيذ اعدامات ميدانية في المعتقل بعيدا عن وسائل الإعلام أو حتى التوثيق الرسمي الداخلي للاحتلال، لضمان عدم المحاسبة والملاحقة لاحقاً.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الجدل الدائر في كيان الاحتلال لا يعدو كونه وسيلة لتمرير وتقبل فكرة وجود المعتقل كأحد أماكن الاحتجاز المعتمدة وإقراره قانونياً ليصبح أمر واقع سواء للاحتجاز أو التحقيق وفى كلا الحالتين لا يوجد فرق كبير، لأن المعتقل سيفتح أبوابه لمئات المعتقلين ويمكن الاحتلال أن يتذرع باستمرار التحقيق لفترات طويلة لبقاء الأسرى في المعتقل أطول فترة ممكنه وبالتالي يعيشون ظروف قاسية ومأساوية تفضي إلى الموت دون تدخل المؤسسات الحقوقية لمحاسبة الاحتلال.
وأكد مركز فلسطين أن سلطات الاحتلال احتجزت فى مركز "سديه تيمان" ما يزيد عن 6 آلاف فلسطيني من قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية بعد السابع من أكتوبر لفترات مختلفة منهم من أمضي أيام أو أسابيع ومنهم من أمضي شهور، وقد أفرج عن غالبيتهم بعد التحقيق معهم في ظروف قاسية، ومؤخراً نقل الاحتلال المئات من الأسرى الغزيين إلى أقسام خاصة في سجني عوفر والنقب، بينما تبقى العشرات منهم في المعتقل يخشى على حياتهم من الإعدام الميداني.
وتطرق المركز إلى بعض وسائل التعذيب الذي يتعرض لها الأسرى فى معتقل سديه تيمان وأبرزها تعليق المعتقلين من أرجلهم لساعات طويلة، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم، وتقيديهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة ورؤوسهم إلى الأرض، وحرمان المعتقلين من الأكل والماء إلا بكميات قليلة جداً، ولا تفى بثلث ما يحتاجه الإنسان يومياً، كما يحرمهم من الاستحمام وأداء الصلوات، كما يتعرضون على مدار الوقت للضرب المبرح والألفاظ النابية والشتائم.
ولا يزال يرفض تقديم أي معلومات عن أعدادهم أو ظروف اعتقالهم، كما لا يزال يمنع المحامين ومندوبي المؤسسات الدولية من زيارة أسرى قطاع غزة، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة التي ترتكب بحقهم.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية بعدم الانخداع بما يسوقه الاحتلال حول المعتقل وصلاحيته للاعتقال أو التحقيق ففي كلتا الحالتين فان المعتقل سيبقى مكان للقتل والتعذيب والتجويع والقهر النفسي والجسدي وطالبها باتخاذ إجراءات صارمة وسريعة بإرسال لجنة تحقيق خاصة لزيارة المعتقل والتحقيق في الشهادات التي قدمها المحررون منه، وإجبار الاحتلال على إغلاق المعتقل الأكثر عنفاً وإجراماً فى تاريخ البشرية.