أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تصعيد عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار العدوان الهمجي على قطاع غزة والمستمر منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، حيث رصد المركز (470) حالة اعتقال خلال شهر ايار/ مايو.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية مايو وصلت إلى أكثر من (8970) حالة اعتقال، طالت (288) امرأة وفتاة، وحوالي (570) طفل و(69) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال مايو (470) مواطناً أحدهم الدكتور "انس مهنا" استشاري امراض الباطنة من منزله برام الله، وبينهم (12) سيدة وفتاة، و(36) قاصراً.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين القاصرين خلال شهر مايو الماضي إلى (36) طفلاً بينهم الطفل "جود أشرف حميدات" البالغ من العمر 8 سنوات من أريحا، حيث أقدم الجنود على اعتقاله بعد إطلاق النار عليه وإصابته في الرقبة، بينما كان يلعب برفقة طفل آخر من العائلة، بالقرب من المقبرة الجنوبية في مخيم عقبة جبر، وتم نقله إلى مستشفى هداسا وأطلق سراحه بعد عدة أيام.
كذلك واصلت سلطات الاحتلال خلال مايو استهداف النساء والفتيات حيث وصلت حالات الاعتقال بينهم إلى (12) حالة منهم الأسيرة المحررة "وفاء جرار" من جنين والتي تعرضت لجريمة متعمدة أدت إلى بتر قدميها في مستشفيات الاحتلال، وصدر بحقها قرار اعتقال إداري، وقام الاحتلال بإطلاق سراحها بعد أيام للتنصل من مسئوليته عن الإصابة التي تعرضت لها، وتم نقلها إلى مستشفى ابن سينا بجنين لمواصلة علاجها.
بينما اعتقلت المهندسة "هالة سليمان محمود" من جنين خلال مرورها على حاجز عسكري غرب نابلس، واعتقلت الطالبة في جامعة بيرزيت "يارا أبو حشيش"، وأعادت اعتقال المحررة "حنين المساعيد" من مخيم عايدة شمال بيت لحم وهي إحدى المحررات في صفقة التبادل الأخيرة في نوفمبر من العام الماضي، كذلك اعتقلت والدة المطارد طارق عودة من نابلس، ووالده المطارد طارق داود من قلقيلية للضغط على نجليهما لتسليم نفسيهما للاحتلال.
استشهاد أسرى من غزة
وكشف مركز فلسطين أن الشهر الماضي شهد ارتقاء عدة أسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد عرف منهم الشهيدين الدكتور "عدنان احمد البرش"، رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة والشاب "اسماعيل عبد الباري خضر"، حيث تعرضا لتعذيب قاسى استمر عدة شهور الأمر الذي أدى إلى استشهادهما ولا يزال الاحلال يحتجز جثمان الشهيد البرش، بينما قام بتسليم جثمان الشهيد خضر.
بينما كشف إعلام الاحتلال عن 4 أسرى من غزة ارتقوا في معتقل "سدى تيمان" الذي ينقل إليه أسرى غزة خلال الشهر الماضي اثنين منهم نتيجة التعذيب القاسي، واخرين نتيجة الإهمال الطبي وعدم تقديم رعاية طبية لهما.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء الأسرى الذين ارتقوا منذ السابع من اكتوبر في سجون الاحتلال ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع؛ إلى (18) شهيدًا، وهم ممن تم الإعلان عن استشهادهم ومعرفة هوياتهم، عدا عن العشرات من أسري غزة الذين ارتقوا خلال الشهور الماضية دون الكشف عن هوياتهم، وكانت تقارير صحفية دولية واسرائيلية اشارت الى استشهاد ما لا يقل عن 36 معتقلاً من غزة في معتقل "سدى تيمان" العسكرى.
بينما استشهد الاسير المحرر "فاروق الخطيب" من رام الله بعد إطلاق سراحه بثلاثة أشهر بعد اصابته بالسرطان في سجون الاحتلال حيث أفرج عنه بوضع صحي صعب للغاية وكان اعتقل سليماً معافى وأصيب بالسرطان خلال اعتقاله نتيجة الإهمال الطبي.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين الى ان سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر مايو جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يزيد عن (600) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمه منها (7) قرارات صدرت بحق الأسيرات مما رفع اعداد الاسيرات المعتقلات ادارياً الى 24 اسيرة بينهم 4 صحفيات.
الاعتقال الإداري هو اعتقال سياسي تصاعد بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر، حيث ارتفعت الأوامر الإدارية منذ ذلك التاريخ الى أكثر من (6000) قرار ادارى منها (600) قرار صدرت الشهر الماضي واستهدفت كافة الشرائح بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين والنواب.
وقد وصل عدد الاسرى الإداريين حتى نهاية الشهر الماضي حوالي 3400 اسيراً وهو يمثل ما نسبته 37% من أجمالي عدد الاسرى البالغ 9300 اسير منهم 80 أسيرة و250 طفل.
معتقلي الحرب
واكد مركز فلسطين ان الاحتلال واصل خلال مايو الماضي عمليات الاعتقال بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الاجتياح البري الهمجي للقطاع حيث اعتقل ما يزيد عن 200 نازح من مدرسة الحرثانى شمال القطاع بعد إجبارهم على خلع ملابسهم والتنكيل بهم ونقلهم الى التحقيق في معسكرات للجيش، بينما أفرج الاحتلال خلال مايو عن 119 مواطناً كان اعتقلهم من مناطق مختلفة من القطاع جميعهم في حالة صحية سيئة نتيجة تعرضهم للتعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي وظروف الاحتجاز المذلّة في معتقلات الاحتلال وتم نقل غالبيتهم الى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع لتقى العلاج.
كذلك يواصل الاحتلال التعتيم على عمليات الاعتقال من غزة ويرفض تقديم أي معلومات عن أعدادهم او ظروف اعتقالهم، إضافة الى إعدام العشرات من المواطنين بعد اعتقالهم وتقييدهم والتحقيق معهم، وقد تواصلت عمليات إخراج جثث الشهداء من المناطق التي انسحب منها الاحتلال حديثاً وتبين وجود عدد كبير منهم مقيدي الأيدي تم إعدامهم بدم بارد في جريمة إبادة واضحة ومتعمدة.
وحسب المتابعة فقد وصلت حالات الاعتقال من قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر أكثر من (6 الاف) حالة، أفرج عن غالبيتهم بينما لا يزال الاحتلال يحتجز حوالي (800) معتقل من غزة تم تصنيفهم (مقاتلين غير شرعيين)، وهم موزعون على عدة سجون ومراكز احتجاز عسكرية.
وامعاناً في التضييق على أسري غزة يرفض الاحتلال الافراج عن 6 أسري من سكان غزة رغم انتهاء محكوميتهم بينهم الأسير "يوسف مقداد" الذي أمضي 21 عام في الاسر، والاسير "رمزي صالح "وأمضى 18 عام.