أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تصعيد وتكثيف عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار العدوان الهمجي على قطاع غزة والمستمر منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، حيث رصد المركز (650) حالة اعتقال خلال شهر نيسان/ إبريل.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية إبريل وصلت إلى أكثر من (8520) حالة اعتقال، طالت (276) امرأة وفتاة، وحوالي (540) طفل و(67) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال إبريل (650) مواطناً بينهم (18) سيدة وفتاة، و(44) قاصراً.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين القاصرين خلال شهر إبريل الماضي إلى (44) طفلاً بينهم الطفل يزن كياله 12 عاما من مخيم شعفاط بالقدس والطفلة جوانا أبو مقدم (14 عامًا) من الخليل، وقد أفرج عنها بعد التحقيق مقابل كفالة مالية قدرها 4000 شيكل.
كذلك واصلت سلطات الاحتلال خلال إبريل استهداف النساء والفتيات حيث وصلت حالات الاعتقال إلى (18) حالة بينهم الصحفية "أسماء هريش"، بعد اقتحام منزلها في بيتونيا غرب رام الله، والأسيرتين المحررتين "ليان ناصر"، وطالبة الدراسات العليا في جامعة بيرزيت "ليان كايد" من رام الله، كما اعتقلت الطالبة في جامعة النجاح "شيماء محمد رواجبة"، بعد اقتحام منزلها في منطقة المساكن الشعبية شرق نابلس والخريجة من جامعة بيرزيت "سجى معدي" بعد اقتحام منزلها في بلدة كفر مالك شرق رام الله، واعتقلت السيدة "نرمين الشيخ علي" من نابلس والسيدة "ثريا زهران" من بلدة بيت سوريك شمال غرب القدس المحتلة، واعتقلت والدة الشهيد أحمد هلال غيظان ونجليها "عبد الهادي وسليمان" بعد اقتحام منزلهم في قرية قبيا غرب رام الله، واعتقلت خمسة نساء من القدس وتم الإفراج عنهم.
استشهاد أسيرين
وكشف مركز فلسطين أن الشهر الماضي شهد ارتقاء الأسيرين وليد دقة (62 عاما)، من مدينة باقة الغربية داخل أراضي 1948 بعد اعتقال دام 38 عاما في سجون الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد حيث انه أصيب قبل عامين بمرض السرطان.
وكان الاحتلال رفض إطلاق سراح الشهيد "دقة" رغم انتهاء محكوميته البالغة 37 عاماً، ووضعه الصحي الحرج حيث تدهورت حالته الصحية الى حد كبير في الشهور الأخيرة نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي منذ عام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم.
ودقة يعتبر أحد عمداء الاسرى، وثالث أقدم اسير في سجون الاحتلال، حيث انه معتقل منذ عام 1986، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 37 عاماً كانت انتهت في مارس من العام الماضي ورفض الاحتلال الإفراج عنه.
كذلك استشهد الأسير عبد الرحيم عبد الكريم عامر (59 عامًا) من مدينة قلقيلية في سجن (هداريم)، بعد شهر على اعتقاله من بلدة الطيرة في الأراضي المحتلة عام 1948، بذريعة الدخول بدون تصريح نتيجة الإهمال الطبي وظروف الاعتقال القاسية.
مما رفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (252) شهيداً منذ عام 1967، والى (15) شهيدًا منذ السابع من أكتوبر، إضافة إلى الفتى "محمد أبو سنينة" الذي استشهد في مستشفى هداسا بعد إصابته واعتقاله بيوم، بينما يواصل الاحتلال احتجاز جثامين (26) أسيرا شهيداً، إضافة إلى استشهاد العديد من معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال، يرفض الاحتلال الإفصاح عن اعدادهم وهوياتهم، وذلك في ضوء استمراره تنفيذ جريمة الإخفاء القسري والإعدام الميداني.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال صعدت خلال شهر إبريل من سياسة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يزيد عن (750) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمه منها (9) قرارات صدرت بحق الأسيرات آخرهن الأسيرة "سجى معدي" من رام الله تم تحويلها للاعتقال الإداري لمدة ٤ شهور بعد أسبوع على اعتقالها.
الاعتقال الإداري هو اعتقال سياسي تصاعد بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر، حيث ارتفعت الأوامر الإدارية منذ ذلك التاريخ الى أكثر من (5400) قرار ادارى منها (750) قرار صدرت الشهر الماضي واستهدفت كافة الشرائح بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين والنواب، حيث تقبع 21 أسيرة تحت هذا الاعتقال كذلك يخضع (44) طفلًا، و(21) صحفيًا للاعتقال الإداري.
معتقلي الحرب
وأكد مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال إبريل الماضي عمليات الاعتقال بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الاجتياح البري الهمجي للقطاع حيث اعتقل ما يزيد عن (500) من المواطنين بعد إعادة اقتحام بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة ومحاصرة عدة مدارس تؤوي آلاف النازحين، حيث قامت بإخراجهم والتنكيل بهم وإجبارهم على خلع ملابسه ونقلتهم الى التحقيق في معسكرات للجيش، حيث أفرج الاحتلال عن العشرات منهم بينما لا يزال يواصل اعتقال المئات ويرفض تقديم أي معلومات عن أعدادهم او ظروف اعتقالهم، وقد بدت مظاهر الإعياء والمرض على المفرج عنهم نتيجة التنكيل والتحقيق القاسي الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم وتم نقل غالبيتهم الى المستشفيات للعلاج.
وأفاد المفرج عنهم انهم جميعاً تعرضوا للتعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي وظروف الاحتجاز المذلّة، والتي تسببت للعديد منهم بإصابات جسدية ونفسية، بما فيهم النساء وكبار السن والمرضى والجرحى.
إضافة الى إعدام العشرات من المواطنين بعد اعتقالهم وتقييدهم والتحقيق معهم، وقد أظهرت مشاهد إخراج جثث الشهداء من ساحة مستشفى ناصر الطبي بخانيونس وجود عدد كبير منهم مقيدي الأيدي تم إعدامهم بدم بارد في جريمة إبادة واضحة ومتعمدة.
وحسب المعطيات القليلة المتوفر حول معتقلي غزة، فإن الاحتلال يحتجز ما يزيد عن (900) معتقل من غزة تم تصنيفهم (مقاتلين غير شرعيين)، وهم موزعون على عدة سجون من بينها قسم (23) في سجن (عوفر) والذي حوله الاحتلال الى مسلخ لتعذيب أسري غزة، واخرين معتقلين في مراكز للجيش ابرزها معسكر (سديه تيمان).