أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تصعيد وتكثيف عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار العدوان الهمجي على قطاع غزة والمستمر منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، حيث رصد المركز (850) حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال خلال شهر شباط/ فبراير.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وصلت إلى أكثر من (7300) حالة اعتقال، طالت (229) امرأة وفتاة، وحوالي (450) طفل و(54) صحفيًا، والآلاف من الأسرى المحررين، و14 نائباً من المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال فبراير(850) مواطناً بينهم 14 سيدة وفتاة، و51 قاصراً، فيما استشهد خمسة أسرى في سجون الاحتلال.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين من القاصرين خلال شهر فبراير الماضي 51 طفلاً بينهم طفلين تحررا في صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة في قطاع غزة في نوفمبر الماضي، وأصغرهم الطفلين "عمر ناجح مسالمة و"دانييل يوسف عصفور" من سنجل، لا تتجاوز أعمارهما "١٠ سنوات".
بينما واصلت سلطات الاحتلال استهداف النساء والفتيات حيث وصلت حالات الاعتقال إلى 14 حالة بينهم الصحفيّة في تلفزيون فلسطين "سيقال قدوم" (51 عاما) من سكان بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل اعتقلت على حاجز عسكري قرب رام الله وتم الإفراج عنها بعد 10 أيام، وترحيلها إلى قطاع غزة عبر معبر (كرم أبو سالم)، كذلك السيدة "بسيل أبو حميد" (28 عامًا) من يطا بالخليل، وهي حامل في شهرها الرابع، اعتقلت كرهينة بهدف الضغط على زوجها بكر أبو رجب لتسليم نفسه، ورغم تسليم زوجها نفسه إلا أن الاحتلال أبقى على اعتقالها لـ 9 أيام قبل الإفراج عنها.
بينما اعتقلت الأستاذة والناشطة فادية البرغوثي زوجة الأسير محمود البرغوثي من بلدة دير غسانة شمال غرب رام الله وحولتها إلى الاعتقال الإداري، واعتقلت الفتاة "ميسون سهيل نباهين" (23 عاما)، من سكان أريحا، على حاجز عسكري، والفتاة "يسرى خليل أبو علفة" من منطقة العوجا، كما اعتقلت من بلدة سلواد السيدة "سماهر سليمان حامد"، ومن جنين اعتقلت السيدة "مالكة زيد بعجاوي"، واعتقلت السيدة "شروق الحزام" بعد مداهمة منزلها مدينة نابلس، والطالبة فى كلية الطب "ضحى عزام الوحش" شقيقه الشهيد أحمد الوحش من بيت لحم، واعتقلت فتاة على معبر الكرامة خلال عودتها من الأردن وأخرى من ساحات المسجد الأقصى.
استشهاد خمسة أسرى
ووصف مركز فلسطين الشهر الماضي بأنه الأكثر دموية على الأسرى حيث استشهد خلاله 5 أسرى في سجون الاحتلال مع استمرار التعذيب وجريمة الإهمال الطبي بحق الأسرى والشهداء هم الأسير خالد موسى الشاويش (53 عامًا) من عقابا بطوباس، وكان اعتقل عام 2007، وهو مصاب بالشلل نتيجة إصابة سابقة من الاحتلال وحُكم عليه بالسّجن المؤبد (11) مرة، وتعرض خلال سنوات اعتقاله للإهمال الطبي المتعمد رغم حاجته لرعاية ومتابعة خاصة، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.
والأسير محمد أحمد الصبار (21 عامًا) من بلدة الظاهرية بالخليل، وهو معتقل إداري منذ مايو 2022 استشهد بعد ساعات من نقله إلى مستشفى (هداسا) من سجن عوفر جرّاء جريمة الإهمال الطبيّ المتعمدة حيث كان يعاني من مشكلة في المعدة والأمعاء، وكان يتلقى علاج ودواء بانتظام وطعام خاص، وبعد اعتقاله منذ نحو عامين إداريًا، حرمته إدارة السّجون من العلاج، مما أدى إلى تدهور وضعه الصحي بشكل كبير واستشهاده.
كذلك استشهد الأسير عاصف عبد المعطى الرفاعي من رام الله وهو مصاب بمرض السرطان ورفض الاحتلال إطلاق سراحه رغم خطورة حالته، وهو معتقل منذ سبتمبر 2022، وتعرض لجريمة إهمال طبي متعمد كونه مصاب بسرطان القولون حيث تدهورت صحته فى الأيام الأخيرة ونقل من عيادة الرملة إلى مستشفى اساف هروفيه بالداخل، حيث ارتقى شهيداً.
بينما استشهد الأسير عز الدين زياد عبد البنا (40 عامًا) من سكان قطاع غزة، وهو يعاني من إعاقة حركية ومقعد، ومن عدة أمراض وكان اعتقل قبل شهرين من منزله خلال العدوان وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع وتعرض لتعذيب شديد أدى إلى استشهاده.
إضافة إلى الفتى محمد طارق أبو سنينة (16 عامًا) من القدس، والذي ارتقى في مستشفى "هداسا"، بعد يومين من اعتقاله مصاباً برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى (249) شهيدًا.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر فبراير تصعيد سياسة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يزيد عن (615) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمة وهو اعتقال سياسي تصاعد بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر وذلك لمنع أي تحرك تضامني مع غزة، حيث ارتفعت الأوامر الإدارية منذ ذلك التاريخ إلى أكثر من (4000) قرار إدارى منها (615) قرار صدرت الشهر الماضي واستهدفت كافة الشرائح بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين والنواب، حيث تقبع 11 أسيرة تحت الاعتقال الإداري ومن بينهم القيادية الأسيرة "خالدة جرار"، كذلك يخضع حوالي (40) طفلًا، و(21) صحفيًا، للاعتقال الإداري.
معتقلي غزة
وكشف مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال فبراير الماضي عمليات الاعتقال بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الاجتياح البري الهمجي للقطاع حيث اعتقل المئات من المواطنين من المنازل بعد محاصرتها وتدميرها ومن مراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات وخلال محاولتهم اللجوء لأماكن آمنة للنجاة من الموت الذي يتربص بهم من طائرات الاحتلال ودباباته.
ورغم إطلاق الاحتلال سراح المئات من المعتقلين عبر معبر كرم ابوسالم شرق رفح، إلا إنه لا يزال يعتقل مئات آخرين من المواطنين يرفض الإفصاح عن أعدادهم او أوضاعهم او تقديم أي معلومات واضحة عن مصيرهم، سواء للمحامين او المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة، وقد أفاد المفرج عنهم انهم تعرضوا لكل أشكال التعذيب والتنكيل وظروف الاحتجاز القاسية والمذلّة، والتي تسببت للعديد منهم بإصابات جسدية ونفسية، وكان من بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إعدام العشرات ميدانياً فى جريمة حرب مباشرة.