أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تصعيد وتكثيف عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار العدوان الهمجي على قطاع غزة والمستمر منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، حيث رصد المركز (950) حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال شهر كانون الثاني/ يناير .
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وصلت إلى أكثر من (6420) حالة اعتقال، طالت (215) امرأة وفتاة، وحوالي (400) طفل و(51) صحفيًا، والآلاف من الأسرى المحررين، و14 نائباً من المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال يناير (950) مواطناً بينهم 19 سيدة وفتاة، و56 قاصراً، فيما استشهد أسير في سجن مجدو.
ونوه مركز فلسطين إلى إن عدد المعتقلين خلال يناير يشمل فقط من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن ولا تشمل العشرات من عمال قطاع غزة الذين تم اعتقالهم في مدن الضفة الغربية، كذلك لا تشمل الاعتقالات من داخل قطاع غزة خلال العدوان الهمجي البربري على المدنيين.
وأشار مركز فلسطين إلى أنه في مدينة القدس سُجلت أكثر من (155) حالة اعتقال، ومن الخليل بلغت حالات الاعتقال (210) حالة، بينما بلغت حصيلة الاعتقالات في جنين (130) مواطنًا، ومن رام الله ما يقارب من (110) حالة اعتقال، ومن طولكرم (145) مواطن، وباقي الاعتقالات توزع على مدن وقرى الضفة الغربية الأخرى.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين من القاصرين خلال شهر يناير الماضي إلى 56 طفلاً بينهم طفلين تحررا في صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة فى قطاع غزة في نوفمبر الماضي وهما الطفل المحرر أحمد وليد خشان من بلدة بير الباشا قضاء جنين، والطفل المحرر يوسف عبد الله الخطيب (17 عاما) من أريحا بعد استدعائه لمقابلة المخابرات.
بينما صعَّدت سلطات الاحتلال من استهداف النساء والفتيات حيث وصلت حالات الاعتقال إلى 19 حالة بعضهن اعتقل للضغط على أبنائهم وأشقائهم لتسليم أنفسهم للاحتلال ومن بين من تم اعتقالهن دلال وفاطمة العاروري شقيقتي الشهيد صالح العاروري، بعد اقتحام منزليهما في رام الله ، والحاجة المسنة أم سامر طبنجة 63 عاماً بعد اقتحام منزلها في بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، والمعلمة بدرية حمدان بعد اقتحام منزلها في حي البالوع بمدينة البيرة، وزوجة الأسير محمد أبو ربيعة وزوجة نجله ربيع من ضاحية شويكة شمال طولكرم من الضّفة، ووالدة الشهيد أحمد عليان من القدس، كما اعتقلت المحامية والحقوقية ديالا عايش من مدينة البيرة على حاجز(الكونتينر) العسكري وأصدر بحقها قرار اعتقال إداري لمدة أربعة شهور .
استشهاد اسير
وأضاف مركز فلسطين أن الاعتداءات على الأسرى واستمرار جريمة الإهمال الطبي أدت خلال شهر يناير الماضي إلى استشهاد الأسير عبد الرحمن البحش (23 عامًا) من نابلس في سجن مجدو في جريمة جديدة يقترفها الاحتلال بحق الأسرى وهو معتقل منذ مايو 2022، ومحكوم بالسّجن لمدة 35 شهرًا، وهو الشهيد السابع في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي والثالث في سجن مجدو.
وللتنصل من مسئوليتها عن الجريمة الواضحة الالتفاف عليها وافقت محكمة الاحتلال في (كدوميم) على طلب فلسطيني بفتح تحقيق في ملابسات استشهاد الأسير "البحش" ووافقت على طلب المحامي بالسماح لطبيب معين من العائلة بالمشاركة في تشريح الجثة، ولكن لا يتوقع أن يدين الاحتلال نفسه ويكشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى استشهاد الأسير.
معتقلي غزة
وكشف مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال يناير الماضي عمليات الاعتقال بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الاجتياح البري الهمجي للقطاع حيث اعتقل المئات من المواطنين من المنازل بعد محاصرتها وتدميرها ومن مراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات وخلال محاولتهم اللجوء لأماكن أمنة للنجاة من الموت الذي أحدثته طائرات الاحتلال ودباباته.
واتهم مركز فلسطين الاحتلال بارتكاب مجازر وإعدامات ميدانية بحق المعتقلين المدنيين، بعد اعتقالهم والتحقيق معهم دون أن يشكلوا خطر على الاحتلال وبعضهم عٌثر على جثامينهم وهم مقيدين الأيدي ومعصوبو الاعين كما جرى في بيت لاهيا شمال قطاع غزة على جثامين 30 شهيدًا داخل إحدى المدارس التي كان يحاصرها الاحتلال، وتبين أنهم كانوا رهن الاعتقال، مكبلي ومعصوبي الأعين، وتم إعدامهم.
ولاستمرار الجريمة بحق معتقلي غزة لا يزال يرفض الإفصاح عن أي معلومات واضحة عن مصيرهم، سواء للمحامين أو المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة، وقد أفاد العشرات من المفرج عنهم عبر معبر كرم أبو سالم شرق رفح أنهم تعرضوا لكل أشكال التعذيب والتنكيل وظروف الاحتجاز القاسية والمذلّة، والتي تسببت للعديد منهم بإصابات جسدية ونفسية، وكان من بينهم أطفال ونساء.
أوضاع قاسية للأسرى
وأوضح مركز فلسطين أنه إضافة إلى استمرار عمليات الاعتقال المكثفة واصلت إدارة السجون انتهاكاتها وجرائمها بحق الأسرى في كافة السجون، والتي انتهجتها بشكل مضاعف بعد السابع من أكتوبر، حيث تشهد السجون حالة من الاكتظاظ الشديد بالإضافة إلى قلة توفر الماء، وظروف العزل المضاعفة، وتطبيق سياسة تّجويع بحق الأسرى، وانعدام الرعاية الصحية عدا عن قلة الملابس بعد سحب إدارة السّجون ملابس الأسرى، وحرمان الأسرى من كافة حقوقهم بعد مصادرة غالبية الأدوات الشخصية التي كانوا يستخدمونها، ويتم الاعتداء على الأسرى بالضرب والشتم والإهانة بشكل مستمر.
وسجل خلال يناير الماضي حالة اعتداء على الأسرى خلال زيارة المحامي فى سجن النقب حيث أقدمت وحدة (كيتر) القمعية وهم يلبسون الأقنعة على تقييد الأسرى إلى الخلف، والاعتداء عليهم بوحشية بالضرب المبرح والشتم طول الطريق من القسم إلى مكان الزيارة.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال واصل خلال العام الجاري تصعيد جريمة الاعتقال الإداريّ حيث أصدرت محاكم الاحتلال خلال يناير ما يزيد عن (500) قرار إدارى بين جديد وتجديد، وقد ارتفعت أعداد الأسرى الإداريين لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة إلى أكثر من (3350) اسير، بينهم 11 أسيرة، و31 طفل، بينما وصل عدد الأوامر الإدارية منذ السابع من أكتوبر أكثر من (3000) أمر.
ونوه مركز فلسطين إلى أن إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال ارتفعت نتيجة الاعتقالات المكثفة حيث وصلت إلى حوالي 9 آلاف أسير بينهم أكثر من (80) أسيرة في سجن (الدامون) فقط مع وجود معتقلات وخاصه من قطاع غزة في مراكز احتجاز أخرى لم يتسنى معرفة أعدادهم، وبلغ عدد القاصرين أكثر من (270) طفل.