يخلط الكثيرين بين ما يحدث في نابلس وما يحدث في جنين، من أساليب تتبعها المقاومة، وهذا الخلط نابع من مرارة ما يجري وما تسببه من مأزق للاحتلال، لكن هنا لابد من وضع نقطة نظام وتوضيح لما يحدث وما هي إيجابياته وسلبياته.
جنين عمل استراتيجي بعيد المدى
جنين تقود مقاومتها وفق استراتيجية بناء مقاومة، وتحصين حاضنتها الشعبية، بحيث يكون البناء طويل الأمد والنفس وأن دخول جنين من قوات العدو ليس للنزهة، وكل محاولة سوف يتم التصدي لها بنيران المقاومين، وكلما وجدت المقاومة نفسها في حالة راحة تقوم بإرسال استشهادي إلى الداخل؛ ليكمل الرسالة التي من أجلها يتم البناء هناك، وليس شرطاً أن يكون إرسال الاستشهادي بعمل منفذ، ويكفي أن يأخذ جرعة من تلك الروح المليئة بالعزة وروح التضحية، وبفضل استراتيجية جنين فإنه باقي المناطق حتماً ستتأثر منه في نموذجها رغم أن أغلبية مقاوميها لا يخرجوا إلى خارجها، وينتظروا المحتل حتى يأتي إليهم.
نابلس تكتيك قصير المدى
بفعل كثرة جرائم العدو ومستوطنيه، فإن مقاومة نابلس قد بنت لنفسها، وبشكل سريع عنواناً لكي يتصدى لهؤلاء وبخلاف جنين، فإن مقاومي نابلس يخرجوا لكي ينفذوا عملياتهم خارج المدينة، إضافة إلى التصدي للعدو عند دخوله للمدينة.
الإيجابي فيما يحدث، أنه يستطيع إشعال الضفة كلها، علاوة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولهذا السبب فإن العدو سيكون معني بالدرجة الأولى بالقضاء على تلك الظاهرة، والتي تخرج إليه حيث يكون، وما يحدث قريب من ظاهرة العمليات الفردية التي تهز المشاعر لبعض الوقت، لكنها قصيرة المدى بالاستمرارية؛ بسبب استفزازها وإحراجها للعدو، ومستوطنيه، خاصة عندما تؤدي إلى مقتل عدد منهم.
وعليه فإننا أمام نموذجين تعبر كل مدينة عنه بطريقتها، لكن المطلوب حالياً عند كل قادر ومراقب أنه يحاول أن يدمج بين الأسلوبين؛ من أجل الاستمرارية أو على الأقل استنساخ لكل نموذج منهما في منطقة جديدة؛ حتى لا تجد جنين نفسها مرة أخرى وحيدة في مواجهة العدو.