في درب صراعاتنا ومواجهاتنا وحملنا لقضايانا، نكون أمام مراحل عدة من مرحلة التضييق ومحاولة التسوية حتى رحلة التهديد والوعيد ختاماً بالاعتقال القسري
هناك فخٌ سياسي تستخدمة مخابرات الاحتلال متى ما أردات ذلك ضد شخصيات تراهم خطيرين على أمنها ولديها تأثير اجتماعياً، في ظل عدم وجود لائحة اتهام تدينهم كما تدعي! فالصحافة والاعلام الحقيقية المناصرة لابناء شعبنا مهنةٌ متستهدفة!، ومن يعمل بها يحاسب باعتقاله قصداً على نشرة للحقيقة! ومشاركة الناس لأفراحهم وأطراحهم وخدمة قضية الأسرى والأسيرات الأحرار والحدث عن أنينهم وأوجاعهم والانتهاكات التي تعرضوا ويتعرضون لها، أصبحتا مغامرة مليئة بالتحديات وتعرضنا للغياب في المعتقلات .
أصبحت المحن على "الدور" ان كنتُ خارج المعتقل يكون والدي بداخله والعكس صحيح! قالها لي أحد صغار ضباط المخابرات ( الشباك الاسرائيلي ) عندما تقومين بزيارة عائلة أسير أو شهيد يعني أنك تشعريهم بالاهتمام وترفعين في معنوياتهم، ونحن هدفنا تدميرهم على كل الأصعدة!! والعمل الذي تقومين به يزعجنا ويزعج جماعتنا، والمصيبة الأكبر لديك جمهور وهذا ما يقلقنا! لذلك قمنا باعتقالك قبل حرية ونالدز حتى لا تكوني وأبيكِ والعائلة سعداء بالحرية! فابتسمت وقلت لا نتوقع منكم غير ذلك ومع كل ذلك نحن سعداء، وان كان العمل الصحفي والحديث عن معاناة أبناء شعبي هو سبب لوجودي هنا فهذا فخر لي ودعارٌ عليكم !!
في عام ٢٠١٧ اعتقلت بعد الافراج عن الوالد بشهرين، وفي عام ٢٠١٩ اعتقلت بعد الافراج عنه باسبوع وكانت والدتي خارجه من المستشفى ولم يهتموا لوضعها الصحي حينها، كوني البنت الوحيدة لديها!! وفي ٢٠٢٠ أفرج عني بعد اعتقال والدي ب ١٩ يوماً، أمضيت في الحرية ١٠٠ يوم فقط، وقامت قوات الاحتلال باعادتي للفخ "الاعتقال الإداري" للمرة الثالثة على التوالي !!
أتى اليوم المنتظر .. ٧/٣/٢٠٢١ تاريخ لا ينسى فمن المفترض أن تنتهي فترة الإداري بنفس يوم حرية والدي على أقل أن يفجر عنا سوياً! ورفيقات الأسر ينتظرون معي خبر حريتي وقلت لهن الاحتمالات كلها موجودة فتأخر القرار وبعد ساعات سمعت خبر الإفراج عن والوالد من معتقل عوفر وبعدها بوقتٍ قصير وصل قرار تجديد اعتقالي إدارياً دون تهمة ولا مبرر !! عساه الأخير في هذه المعتقلات الظالم أهلها، ليلتم شمل العائلة المجاهدة بعيداً عن أي أذى وملاحقة .
الأسيرة الإعلامية
بشرى جمال الطويل
معتقل الدامون