وكأنها كانت نبؤه حين قالت أخشى أن يتوفاني الله دون أن أتمكن من احتضان ابنتي أزهار وأضمها إلى صدري كما كانت وهي صغيرة.
إنها حسرة الفراق حيث انتقلت الحاجة خديج قاسم والدة الأسيرة أزهار يوسف عبد الرحمن قاسم (26 عاماً) من مخيم جنين إلى رحمة الله بعد صراع مع المرض دون تحقيق أمنيتها، وهي دون أن تراها منذ 4 شهور لوقف برنامج الزيارات بسبب فيروس كورونا، وكانت تنتظر أن تعاد الزيارات لرؤيتها وخاصة أن صحتها تراجعت في الشهور الأخيرة.
"اشتقت لها كثير ونفسي ومنى عيني أشوفها وأحضنها ولو مرة واحدة".. بهذه الكلمات تحدث والدة الأسيرة أزهار قبل شهرين فقط لأحد الصحفيين الذي أجرى مها لقاء وعبرت عن حجم اشتياقها الشديد لابنتها التي اعتقلتها قوات الاحتلال في الثامن من حزيران العام الماضي على الحاجز العسكري المقام إلى الشرق من أبو ديس، وهي في طريقها لزيارة شقيقتها المتزوجة في أبو ديس شرق القدس المحتلة، بذريعة حيازتها سكيناً.
كانت زيارة أزهار مقررة في سجن "الدامون" قرب مدينة حيفا، في الخامس عشر من شباط الماضي، إلا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أبلغت العائلة بقرار سلطات الاحتلال القاضي بوقف زيارة جميع الأسرى، بذريعة مواجهة خطر فيروس كورونا.
وكانت العائلة تنتظر على أحر من الجمر انتهاء هذه الظروف الطارئة وتعود الزيارات، وكانت تبقى على هاتفها الخلوي في الشحن حتى لا تنفد بطاريته، وهي تنتظر مكالمة هاتفية من الصليب الأحمر أو أية جهة كانت تطمئنها وتطفئ النار المشتعلة في صدر والدتها خوفاً على مصير ابنتهم الأسيرة في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا.
وكانت أجرت والدتها وعمرها (65 عاماً)، مؤخراً، عملية قلب مفتوح بعد معاناة طويلة مع المرض، وكأنها كانت تشعر بالموت يقترب وتريد احتضان نجلتها قبل أن تموت، وبالفعل كان الموت أسرع من عودة الزيارات ولم تتمكن والدتها من رؤيتها قبل أن تنتقل إلى رحمة الله.
الأسيرة أزهار وهي إحدى خريجات جامعة القدس المفتوحة تخصص تنمية اجتماعية، كانت اعتقلت بتاريخ 8/6/2019 على معبر قلنديا شمال القدس المحتلة، خلال توجهها لزيارة القدس حيث ادعى الاحتلال أنه عثر بحوزتها على سكين، وأنها كانت تنوي تنفيذ عملية طعن، ولا تزال موقوفة وتقبع في سجن الدامون.