رام الله- مكتب إعلام الأسرى
يبدو المنزل فارغاً بارداً إلا من أبوين يرحلان بأنظارهما إلى صور أربعة أبناء يغيبهم الأسر، ومن ضحكات طفل بريء لا ذنب له أن يعيش محروما من والده في الشهر الفضيل وأيام عيد الفطر التي من المفترض أن تكون أسعد الأيام.
ولكن في الضفة المحتلة كل شيء مختلف؛ فالاحتلال لا يترك مجالا للفرح لدى الأطفال والكبار بقيوده ورصاصاته وعربدته التي طالت كل مجالات الحياة، ليعيش أبناؤها الحسرة والألم باكراً معبرين عن أمنيات بزوال هذا الجسد الثقيل عن أرضهم.
وربما تكون عائلة أبو هشهش التي تسكن مدينة دورا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية؛ واحدة من عشرات العائلات الفلسطينية التي تعيش مرارة اعتقال أكثر من ابن في سجون الاحتلال؛ ولكنها الآن تعاني من عدم معرفة أي خبر عنهم وتهديد الاحتلال لابنها الخامس بالاعتقال.
ويقول والد الأسرى لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال اعتقلت نجله أحمد (٢٢ عاما) في شهر أكتوبر الماضي بعد أقل من أربعة أشهر من الإفراج عنه بعد اعتقال إداري استمر ١٨ شهرا؛ حيث تم تحويله مجددا إلى الإداري لمدة ستة أشهر تم تجديدها بالمثل بعد انتهائها.
ويبين بأن أحمد تعرض للاعتقال عدة مرات؛ بينما نجله الأكبر محمود (٣١ عاما) تعرض للاعتقال خمس مرات أمضى فيها خمس سنوات في الاعتقال الإداري، وفي شهر رمضان المبارك تم اعتقاله مجددا بعد اقتحام منزله وتحويله للاعتقال الإداري البغيض من جديد لمدة أربعة أشهر، ولكن تم بشكل مفاجئ تحويله للتحقيق في سجن عسقلان.
وفي اليوم ذاته اعتقل الجنود النجل الثاني محمد (٢٠ عاما) للمرة الأولى، وقاموا خلال اقتحام المنزل بتخريب محتوياته وتحطيمها بحجة التفتيش والتنكيل بالعائلة.
ويوضح الوالد بأنه بعد عدة أيام اعتقل الجنود النجل الرابع مجدي (١٩ عاما) بعد مداهمة المنزل مرة أخرى، ونقله إلى مركز تحقيق عسقلان مع شقيقيه محمود ومحمد.
ويؤكد بأن ظروف التحقيق في عسقلان صعبة للغاية ولكن العائلة لا تعرف شيئا عن أبنائها وما يحدث معهم هناك وما هي الأساليب المتبعة معهم في التحقيق.
ويبين بأن الجنود كانوا اعتدوا على نجله الأكبر محمود بالضرب المبرح ليلة اعتقاله وتم نقله إلى المستشفى لمعاناته من رضوض وجروح دون أن تتمكن العائلة من معرفة أي تفاصيل حول وضعه الصحي.
ولمحمود طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام وينتظر قدوم طفله الثاني، ولكن الاحتلال يعرف كيف ينغص على كل العائلات أي فرحة.
ويشير الوالد إسحاق أبو هشهش إلى أن الطفل كان حزينا في عيد الفطر على عكس كل الأطفال فهو يريد أن يكون والده إلى جانبه؛ ومهما حاول الآخرون إسعاده تبقى غصة اعتقال والده تطرق ذهنه في كل حين.
وتزيد قرارات منع الزيارات من قلق العائلة على أبنائها، فمنذ اعتقالهم لم تسمع عنهم شيئا سوى تمديد اعتقالهم لاستكمال التحقيق معهم، وحتى المحامون لا يتمكنون من رؤيتهم أو الاطلاع على أساليب التحقيق معهم.
وحين حاولت العائلة التعالي على جراح غياب أربعة من أبنائها بدأت مخابرات الاحتلال بتهديد نجلها الخامس سراج بالاعتقال، حيث نشر الضابط المسؤول عن منطقة سكنهم في قوات الاحتلال اسمه ضمن مجموعة شبان بزعم أنهم قاموا بإلقاء زجاجات حارقة صوب حافلة مستوطنين كانت تمر قرب مخيم الفوار.
ويضيف الوالد:" العيد كان مريرا علينا وقضيناه في حالة قلق وحزن؛ وبعد ذلك بدأ الاحتلال بتهديد سراج بالاعتقال والملاحقة فلا تغمض لي عين قبل السابعة صباحا خشية عليه".
وتحاول العائلة أن تلتقط أخبار أبنائها من أي مؤسسة حقوقية أو محام؛ ولكن الاحتلال يتعمد التكتم على أوضاعهم خاصة الوضع الصحي لمحمود الذي كان يعاني أصلا من مشاكل في عينه وتعرض للضرب المبرح.