بقلم : علي المغربي
الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى
قد تنتهي رحلة البعض في الحياة، ولكن تبقى المواقف، ويبقى الأثر، وتنضج الثمرة، ونستشعر مع النتاج المتراكم لماذا كانوا قادة وقادوا مرحلة ..
الأسير عباس السيد اسم كبير في جغرافية فلسطين، كان له سبق الفكرة وسبق الإيمان بها والدفاع عنها، وراكم الآراء حولها .. مشروع أطفال النطف المهربة أو سفراء الحرية ..
التقيت مع المهندس عباس السيد في سجن هدريم وسجن نفحة عام 2008، وحدثني عن أسد فلسطين الرنتيسي رحمه الله .. فقال : كان لابد من تقوية فكرة الإنجاب عبر النطف المهربة عام 2003 وكنت بحاجة لغطاء تنظيمي ولمواقف من قيادات وشخصيات وازنة، وكان أحد أهمها القائد أبومحمد الرنتيسي رحمه الله، فعرضت عليه الأمر ودون نقاش أيد الفكرة ووافقها وأكد على أهميتها ودفع نحو تنفيذها .. فكان له أجرها وفضلٌ من جميل نجاحها ...
ويقول المهندس السيد (أبو المشروع) : حلم راودني كثيرا واعتبرته مشروعا وطنيا بامتياز، ومن أرقى أشكال المقاومة ضد المحتل، وإثباتا للذات الفلسطينية، وتأكيدا للحياة التي أراد لها المحتل أن تموت ...
كلمة أو موقف قد يضيف للوجود الكثير، ويعطي لحياة الآخرين معنى بعد توقف قطار العمر، فلا تستقل جهدا ولو كان حفنة تراب تذروها في وجه الباطل ...
يذكر أن فكرة الإنجاب عبر النطف المهربة من الأسرى بدأت عام 2002، وكان صاحبها ومن بنى لها القرار وشيد حولها مواقف تحميها الأسير القائد عباس السيد، وكان الأسير مجدي عجولي من أوائل من خاض التجربة ولم يكتب لها النجاح عام 2003، وكان ممن خاض التجربة الأسير المحرر روحي مشتهى، والأسير المحرر حسام بدران، وكتب الله النجاح الأول للتجربة للأسير عمار الزبن الذي رزق بمولوده مهند في 13/8/2012 .. لتبدأ بعد ذلك بيارق الأمل تتوالى تترى، ليصبح اليوم عدد سفراء الحرية من أبناء الأسرى 89 طفلا وشاهدا على أن الحياة حق، وأن هذا الشعب يتقن لغة الممكن في واقع المستحيل، ويصنع من الخيال حقيقة، وسيجعل من الاحتلال ذكرى في كتب تاريخه ..
رحم الله أسد فلسطين وفرج كرب القائد عباس السيد ..