أكد نشطاء ومسؤولون وحقوقيون على أن قضية الأسرى الفلسطينيين في أحلك مراحلها في ظل انتشار وباء كورونا واستمرار تضييق الاحتلال عليهم.
جاء ذلك خلال موجة إذاعية مشتركة أطلقها مكتب إعلام الأسرى وعدد من الإذاعات الفلسطينية تحت عنوان "كورونا الاحتلال يقتل الأسرى".
وأكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بأن قضية الأسرى هي أولوية دائمة على أجندة عمل المكتب فهم الذين ضحوا بأعمارهم وسنوات حياتهم وحملوا القضية على أكتافهم.
وأوضح بأن المكتب الإعلامي الحكومي يأبى إلا أن يكون حاضرا في كل فعالية إعلامية خاصة بدعم الأسرى؛ كما أن البرامج التي تبثها إذاعة الرأي الحكومية تدعم الأسرى بشكل دائم وتتحدث عن صمودهم، وهذا من شأنه أن يلفت أنظار العالم إلى معاناتهم وبالتالي حشد التضامن حولهم.
وشدد معروف على ضرورة استثمار شبكات التواصل الاجتماعي والفلسطينيين المتواجدين في كل بقاع الأرض الذين من الممكن أن يشكلوا طليعة المخاطبين للثقافات التي يتواجدون بها وبالتالي تقديم صورة واضحة لمعاناة الأسرى.
بدوره قال الأسير المحرر الصحفي محمد منى إن دور الصحفيين في دعم قضية الأسرى هو جزء من كل؛ وتقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة كما كل شرائح المجتمع في فضح ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى.
وأوضح بأن دور الصحفيين في قضية الأسرى يتمثل في إبقاء هذا الملف حاضرا أمام الجميع سواء على المستوى الداخلي الفلسطيني أو على المستوى الدولي والحقوقي.
وأشار إلى أن قضية الأسرى ليست مجرد أرقام وإنما لكل أسير قصة إنسانية يجب الحديث عنها وتوضيحها للجميع وهذا يقع على عاتق الصحفيين الذين أبلوا بلاء حسنا في ذلك.
من جانبه قال منتصر الناعوق الناطق باسم جمعية واعد للأسرى إن قضية الأسرى ليست مرتبطة بمرحلة ما ولا وقت معين لأن معاناتهم متجددة كلما طلعت شمس وكلما غابت لأن معاناتهم يستمر في تعميقها الاحتلال وسط الظروف اعتقالية سيئة.
وأضاف بأن الاحتلال يستفرد بالأطفال والأسيرات ويقوم بتضييق أكبر بحقهن في السجون، وهو باستمرار اعتقالهم ينتهك كل الأعراف والقوانين الدولية.
وحمل الناعوق الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الأطفال والأسيرات والذين يعانون بشكل استثنائي داخل السجون الصهيونية.
أما الشيخ المحرر جمال الطويل والد الأسيرة الصحفية بشرى الطويل فأكد خلال مشاركته في الموجة بأن الاحتلال يمنع أهالي الأسيرات من زيارتهن منذ ٤٥ يوما بحجة فايروس كورونا، وقبل عدة أيام تلقت العائلة منها اتصالا لعدة دقائق.
وقال إن قلقا كبيرا لدى أهالي الأسيرات ما زال يفرض نفسه عليهم في ظل انتشار هذا الوباء خاصة أن بعضهن جريحات.
بدوره طالب والد الأسير أحمد عبيدة من مخيم الجلزون شمال رام الله بضرورة الإفراج عن الأسرى في ظل انتشار هذه الجائحة، وذلك لأن الاحتلال لا يوفر لهم أدنى متطلبات السلامة والوقاية من مواد تنظيف وتعقيم وطعام صحي.
أما الأسير المحرر أنس شديد والذي خاض إضرابا عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري فأكد أن هذا النوع من الاعتقال تنفذه قوات الاحتلال دون تهمة ولا محاكمة للأسير الذي تحرمه من معرفة أسباب اعتقاله، وبالتالي هو اعتقال تعسفي يمر به مئات الأسرى الذين لا يستطيع بعضهم تحمل هذا الظلم فيخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام كي يتخلص منه.
من جانبه أكد خالد فهد منسق العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة التضامن الدولية أن الخطر محدق وحقيقي على الأسرى في ظل انتشار هذا الوباء، وأنه موجود أصلا قبل ذلك بسبب سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال بحقهم.
وأوضح بأن جهودا كبيرة تبذلها المؤسسة من أجل تدويل قضية الأسرى حتى يتم فضح ممارسات الاحتلال، وذلك للمطالبة بالإفراج عن الأسرى أو على الأقل عن فئات منهم هي الأكثر عرضة لهذا الخطر مثل الأسرى المرضى والأطفال والأسيرات، مبينا بأن تحريك دور المنظمات الدولية هو واجب ضروري في هذه المرحلة.
بدوره أكد الإعلامي الفلسطيني المتابع لشؤون الأسرى ماهر حجازي المقيم في هولندا بأن الرسالة للأسرى هو أنه لا يمكن تركهم في هذه الظروف يعانون في ظل ممارسات الاحتلال وانتشار هذا الفيروس الذي يهدد حياتهم.
وأشار إلى أن حملة المؤتمر الشعبي لدعم الأسرى أطلقت حملة "لستم وحدكم" قبل شهر تقريبا والتي هدفت إلى المطالبة بالإفراج عن الأسرى في ظل انتشار الجائحة العالمية وافتقار السجون لأي ظروف صحية.
من جانبه أكد بهاء المدهون وكيل وزارة الأسرى في قطاع غزة أن المعركة التي تشن ضد الأسرى قديمة وأصبحت لا يخوضها السجان وحده ضدهم بل يقودها الاحتلال من أعلى مستوياته السياسية والتي ظهرت عبرها قرارات تعسفية بحقهم.
وأضاف بأن الاحتلال يحاول إيجاد بيئة معاكسة للتصدي للفيروس في السجون من خلال إجراءات معينة.
وخلال مشاركته في اليوم الإعلامي الموحد في يوم الأسير الفلسطيني أكد المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى أ. علي المغربي أنقضية الأسرى ليست قضية الشعب الفلسطيني فقط بل هي قضية الإنسانية جمعاء.
وأشار إلى مواجهة تحد في ذكرى يوم الأسير لهذا العام وهو اجتماع خطر الاحتلال ووباء كورونا القاتل، لافتا إلى أنه يجري العمل على إبقاء قضية الأسرى حية من خلال تجميع الطاقات والجهود في اتجاه نصرتهم.
وتابع:" يجب أن نعلي صوت الحق والإنسانية على ما يحصل لأسرانا في السجون، واستطعنا في مكتب إعلام الأسرى وإذاعة طيف توحيد الجهود في إظهار معاناة الأسرى وكنا صوت الأسير الفلسطيني إلى العالم أجمع".
وشدد على أنه لابد من تكاتف الجهود من أجل تدويل قضية الأسرى وخصوصا من قبل المؤسسات الرسمية الفلسطينية لأنها هي الجهة الوحيدة التي تستطيع العمل على تدويل قضية الأسرى.
كما أشار إلى ضرورة عمل القنصليات والسفارات الفلسطينية في دول العالم الجاد لتدويل قضية الأسرى.