يعيش أهالي الأسرى الأطفال الذين تم نقلهم إلى سجن الدامون مؤخراً حالة من القلق المستمر على حياة أبنائهم القاصرين في ظل الأوضاع الإنسانية والمعيشية السيئة التي أجبرتهم إدارة السجون على التواجد بها رغم رفضهم واحتجاجهم.
وقال مكتب إعلام الأسرى بأن الأطفال المنقولين إلى الدامون يفتقدون لكل مقومات الحياة وقد حرمتهم إدارة السجون من زيارات الأهل والمحامين، وكذلك حرمتهم من الشراء أي غرض من الكانتينا، وعقوبات أخرى متعددة بغرض التضييق عليهم ليقبلوا بالواقع الجديد الذي تريد فرضه إدارة السجن في الدامون.
ونقل إعلام الأسرى عن والد الطفل الأسير عبيده الراعي (15 عاماً)، من مخيم العروب بالخليل وهو أحد الأسرى الأطفال في سجن الدامون، مناشدته لكل الضمائر الحية والمؤسسات الحقوقية وعلى رأسها الصليب الأحمر، بضرورة التدخل لمعرفة مصير نجله ورفاقه من الأسرى الأطفال، ووضع حد لمعاناتهم التي تتفاقم مع مرور الوقت.
وأضاف الراعي نحن كعائلة محرومة من الزيارة، لا نعرف سوى المعلومات التي ترد عبر المؤسسات وهي تفاصيل مؤلمة ومرعبة بالنسبة لنا، وننتظر بفارغ الصبر أحد أن يطمئنا على أطفالنا، ننتظر أي شيء قبل فوات الأوان، حيث انقطعت أخبره منذ نقله في الأسبوع الأول من يناير الماضي.
موضحاً بأن نجله عبيدة محكوم بالسّجن لمدة شهرين وغرامة مالية 1000 شيكل
بينما والد الطفل مؤيد العناتي 14 عاماً ونصف، من مخيم الفوار بالخليل وهو محكوم بالسّجن لمدة (11) شهراً، وأحد الأطفال الذين نقلوا إلى سجن الدامون، طالباً كافة المؤسسات الإنسانية بالتدخل لطمأنتهم على نجله، مشيراً إلى أنهم لا يستطيعون النوم قلقاً على مصيره بعد الأنباء التي وصلت إليهم حول العقوبات التي تعرضوا لها من إدارة السجن، والظروف القاسية التي يعيشونها منذ نقلهم.
بينما أعربت والدة الأسير الفتى محمد عبد الجابر (17 عاماً) من بلدة حزما عن خوفه الشديد على حياة نجلها الأسير في سجن الدامون، وخاصة أنه يعاني من التهاب في صمام القلب وهو بحاجة لمتابعة صحية، وعناية طبية خاصة لا توفر في السجن، عدا عن الظروف القاسية التي يعيشها وعدم توفر أياً من مقومات الحياة في القسم الجديد، ويتعرض للإهمال الطبي المتعمد كعقاب له ولبقية الأطفال لاحتجاجهم على ظروفهم الصعبة ونقلهم التعسفي.
وأضافت والدة الفتى عبد الجابر أنه يعاني من ظروف صحية صعبة، وأن التعب والهزال يبدو عليه بشكل كبير، من خلال رؤيتها له في قاعة المحكمة الأسبوع الماضي، حيث أجلت محاكمته، وهو معتقل منذ مارس من العام الماضي.
وكانت إدارة السجون قد نقلت بداية الشهر الماضي (34) أسيراً من سجن عوفر إلى سجن الدامون بشكل مفاجئ دون ترتيب مع قيادة الأسرى، ورفضت السماح لممثليهم من الأسرى البالغين بالانتقال معهم كما هو سائد ومعمول به من سنوات، بعد حصول الأسرى على هذا الإنجاز المهم.
ويحتجز الأطفال في قسم لا يصلح للعيش الآدمي، ومليء بالقاذورات التي تسبب الأمراض وتنتشر فيها الحشرات والصراصير والفئران فيه، يعانون من البرد القارس، مع انعدام وسائل التدفئة، والنقص الحاد في الملابس والأغطية، وسوء الطعام المقدم لهم كماً ونوعاً، واضطرارهم لشرب الماء ذو الرائحة الكريهة إضافة إلى تعرضهم للإهانة والضرب من قبل شرطة السجن.