جدد تحذيره من ارتقاء شهداء آخرين
مركز فلسطين: الاحتلال قتل 45 أسيراً غزياً معلومي الهوية منذ السابع من أكتوبر
إعلام الأسرى

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بقتل عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة بعد السابع من أكتوبر 2023، بل أقدم أيضاً على تنفيذ إعدامات ميدانية بحق الأسرى من قطاع غزة الذين اعتُقلوا خلال الحرب، حيث قتل الاحتلال (45) أسيراً غزياً معلومي الهوية حتى الآن.

وأشار المركز إلى أن آخر الشهداء من الأسرى الغزيين هو الأسير المسن محمد إبراهيم حسين أبو حبل (70 عاماً)، والذي اعتُقل في 12/11/2024 من أمام ما يسمى بحاجز "الإدارة المدنية" شمال القطاع، ونُقل إلى معتقل "سديه تيمان"، حيث تعرض لتعذيب قاسٍ رغم كبر سنه، وقد تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، ورفض الاحتلال تقديم العلاج له حتى ارتقى شهيداً في يناير الماضي بعد شهرين فقط من اعتقاله. وقد كشف الاحتلال عن استشهاده اليوم فقط، ولا يزال جثمانه محتجزاً. يُذكر أن الشهيد أبو حبل هو أب لـ11 من الأبناء.

وأوضح مركز فلسطين أن أسرى غزة يتعرضون لتعذيب قاسٍ وغير مسبوق، حتى بالمقارنة مع السنوات الأولى لإنشاء السجون في سبعينيات القرن الماضي. وتشمل أساليب التعذيب: الاغتصاب، والصعق الكهربائي في أماكن حساسة، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، وحرمانهم من النوم لأيام متتالية، وإرغامهم على الاستماع لموسيقى صاخبة لفترات طويلة، ما يسبب لهم حالة من التشويش الذهني وفقدان التركيز.

كما يُحرم المعتقلون من أبسط مقومات الحياة، وتُمارَس بحقهم سياسة تجويع ممنهجة، إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد، خاصة بحق الجرحى والمرضى منهم، والذين تتآكل أجسادهم وتضعف بشكل واضح بسبب ظروف الاعتقال القاسية والحرمان من الطعام والملابس والنوم. وقد أدى ذلك إلى استشهاد 45 أسيراً تم التأكد من وفاتهم وإعلان الاحتلال عن أسمائهم، بينما لا يزال الاحتلال يُخفي استشهاد عشرات الأسرى الآخرين.

وأشار المركز إلى أن الاحتلال يتعمد منذ السابع من أكتوبر ممارسة الإخفاء القسري بحق أسرى غزة، بهدف فتح المجال لقتلهم دون رقابة أو محاسبة، عبر توفير غطاء قانوني وتشريعي لعناصر "الشاباك" والجنود في معتقلات سديه تيمان، النقب، معسكر عوفر، مركز تحقيق منشه، ومعسكر اعتقال نفتالي، لممارسة كل أشكال التعذيب المحرَّمة دولياً، وصولاً إلى إطلاق النار المباشر على الأسرى بهدف القتل، كما جرى في عشرات الحالات، وهو ما يشكل جريمة حرب واضحة تستوجب محاكمة قادة الاحتلال الذين منحوا الضوء الأخضر لقتل الأسرى العُزل.

وكان مركز فلسطين قد حذر في وقت سابق من استمرار ارتقاء الشهداء داخل سجون الاحتلال نتيجة السياسات القمعية والإجرامية بحق الأسرى، وجدد اليوم تحذيره من استمرار سياسة القتل بحق أسرى غزة، في ظل تصاعد سياسة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.

وطالب المركز المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري، وتشكيل لجان تحقيق مستقلة لتوثيق جرائم القتل والتعذيب بحق الأسرى، والضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم، ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بتقديم قادة الاحتلال إلى محكمة مجرمي الحرب، لمسؤوليتهم المباشرة عن جرائم القتل التي تُرتكب بحق الأسرى الفلسطينيين.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020