قبل أربعة أعوام أطلق جنود الاحتلال النار على الطفل أحمد صالح مناصرة(16عاماً) من سكان القدس المحتلة، فأصيب بجروح خطيرة، واستشهد في نفس الحدث ابن عمه حسن خالد مناصرة(15عاماً).
مناصرة كان طالباً في الصف السادس آنذاك وقد اعتقل بتاريخ 12/10/2015 خلال عودته من المدرسة برفقه ابن عمه، حين أطلق جنود الاحتلال النار عليهم، الأمر الذي أدى لاستشهاد ابن عمه، وإصابته هو بجروح واعتقاله ونقله إلى المستشفى، واتهمهم الاحتلال لاحقاً بتنفيذ عملية طعن لمستوطنين قرب مستوطنة بيسغات زئيف في مدينة القدس.
مكتب إعلام الأسرى قال بأنن الاحتلال لم يراعِ صغر سن مناصرة، فقد أطلق عليه جنود الاحتلال النار، وقاموا باعتقاله في ظروف صعبة، رغم أنه لم يتجاوز حينها 12 عاماً من عمره، واليوم أصبح عمره 16 عاماً بعد أربعة أعوام من اعتقاله.
مناصرة تعرض لمحاولة قتل بعد إصابته بالرصاص، فقد دهسه الاحتلال بأحد الآليات العسكرية وهو ملقى على الأرض وينزف الدماء، ولم يقدم له إسعاف عاجل، وتُرك ينزف أكثر من نصف ساعة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقبل أن يشفى بالكامل تم نقله إلى التحقيق.
وأضاف إعلام الأسرى بأن الطفل مناصرة ورغم صغر سنه، وعدم شفائه من الإصابة بشكل كامل، إلا أنه تعرض لجولات من التحقيق على يد ضباط المخابرات، وليس الشرطة كما جرت العادة لمثل هذا السن.
لقطات مصورة انتشرت على شريط فيديو سربت من غرفة التحقيق، أظهرت مدى الضغط النفسي والترهيب الذي تعرض له مناصرة خلال التحقيق معه لانتزاع الاعترافات منه، فقد ظهر في الفيديو ثلاثة ضباط من المخابرات يحققون معه، ويقومون بالصراخ في وجهه وتوجيه الشتائم إليه، وهو في حالة انهيار كامل.
المحكمة المركزية في القدس المحتلة وجهت تهمة الطعن ومحاولة القتل للطفل مناصرة، وأجِّلت محاكمته عدة مرات، فقد كانت النيابة العسكرية تضغط من أجل إصدار حكم عالي بحقه، وبالفعل استجابت المحكمة وأصدرت بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 12 عاماً، إضافة إلى غرامة مالية باهظة قدرها (46 ألف دولار) بعد أن وجهت له بشكل رسمي تهمة محاولة تنفيذ عملية قتل لمستوطن، وبعد استئناف المحامي تم تخفيض حكمه إلى تسع سنوات ونصف.
الطفل مناصرة يقبع الآن في مؤسسة اجتماعية داخلية للاحتلال نظراً لصغر سنه ولكنها تتبع للشرطة، وهم يخضعون لحراسات من شرطة الاحتلال، ولا تختلف هذه المؤسسات كثيراً عن السجون فهناك مواعيد محددة لزيارات الأهل وأغراض ممنوعة لا تصل إليه.