ثقيلاً يمر اليوم بساعاته على عائلات الأسرى، بدقائقه وبالأخبار التي تصل متلاحقة عن أحوال السجون، لم يعد النوم يزور بيوتهم كل ليلة، بل أصبحت لياليهم مخصصة للتفكير والدموع والانتظار والدعاء، يرهقهم التفكير فيما سيحدث في قادم الأيام وأكثر مخاوفهم أن يتفاجئ قلبهم بأخبارٍ يتخوفون سماعها.
والدة الأسير عبد السلام بني عودة(41عاماً) من سكان طوباس ككثيرٍ من الأمهات أصبحت تملك فؤاداً فارغاً من الخوف عليه، لم تأكل ولم تشرب منذ سماعها أخبار سجن النقب حيث يتواجد نجلها في قسم"3"، ولم يهنأ لها بال.
في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى مع شقيقة الأسير بني عودة أوضحت بأن انقطاع أخبار شقيقها وغيره من الأسرى هي الأمر الأكثر ألماً للعائلة، تقول" نحن ذوي الأسرى نموت في كل يوم ألماً عليهم، لم ننم منذ أيام لكثرة الهواجس والأفكار التي تصيبنا، والدتي مريضة سكري لم تأكل ولم تشرب جيداً منذ أحداث سجن النقب".
الأسير بني عودة يمتلك ملفاً طبياً، ويتعرض منذ سنوات لإهمال طبي، ولديه مشاكل في التنفس وفي رئتيه منذ سنوات ومجرد التفكير بصورة للاقتحام الذي يتعرض له الأسرى وقنابل الغاز والاعتداء يصيب عائلته بالقلق الشديد، تقول شقيقته" أخي يعاني من مشاكل في الرئة والتنفس ونحن لا نعلم نوع الغازات التي تستخدم خلال الاقتحامات وهذا يرعبنا من أن يكون الوضع الصحي لشقيقي سيئاً، ونخاف أن تصيبه الغازات المستخدمة بضرر".
عائلة الأسير بني عودة كانت تواصلت معه قبل أسبوع وأبلغها أن الأوضاع في السجن في تدهور، وتشير شقيقته إلى أن والدته لم تجف دموعها منذ أخبار الاقتحامات ولم يهدأ قلبها كذلك.
ترقب عائلة الأسير وخوفها يزداد حين يكون الأسير صاحب ملف طبي، عائلة الأسير محمد عدنان مرداوي(40عاماً) من سكان بلدة عرابة، لم تمض الأيام السابقة عليها بخير، شقيق الأسير مرداوي المحرر أحمد مرداوي والذي أمضى سابقاً في سجون الاحتلال ما يقارب 27 شهراً ويعلم جيداً حياة السجون، قال بأن الوضع الصحي لشقيقه لا يحتمل دفعاً أو أي تصرف بسيط اتجاهه، وهو أكثر ما يرهق تفكير العائلة.
يضيف أحمد مرداوي"منذ ساعات الصباح يبدأ هاتفي بالرنين، يتصل بي الجميع من الأهل لمعرفة أي أخبار جديدة عن محمد، ونحن كعائلة كل ما نريده الآن أخبار تطمئننا عن الأوضاع رغم معرفتنا بأن الأوضاع في سجن النقب آخذة بالتدهور".
الأسير مرداوي يعاني منذ زمن من التهاب رئوي، وآلام ألحقتها به السجون والعنف أثناء الاقتحام ومجرد دفعه سيؤثر سلباً على وضعه الصحي، عائلته كعائلات الأسرى صابرة محتسبة، إلا أنها وحدها فقط تعرف تفاصيل 21 عاماً اعتقل نجلهم خلالها، فمرداوي يقضي حكماً بالسجن مدة 28 عاماً منذ اعتقاله بتاريخ 17/8/1999.
الشقيقة عفت سلهب التميمي لا تعلم كيف مرت الأيام الماضية ثقيلةً على كاهلها، فالعائلة تتخوف مما حدث في سجن النقب فنجلهم متواجد في أحد الأقسام "3" "4"، والأخبار منقطعة وكل ما يملكونه هو ملاحقة ما يتم نشره على المواقع المختصة بشؤون الأسرى، تقول التميمي" لم أسيطر على دموعي هذا اليوم، وأترقب أن أحصل على أخبار عن أخي في القريب".
عفت التميمي مثال للشقيقة المخلصة والحنونة لشقيقها بلال سلهب التميمي(33عاماً) من سكان مدينة الخليل، تتابع ما يحدث مع شقيقها في أسره أولاً بأول وتبذل قدر جهدها لنشر قضيته وهو الأسير الذي لا يتركه الاحتلال وشأنه أبداً، حيث يكرر اعتقاله وإحالته إلى الملف الإداري.
الأسير التميمي معتقل منذ تاريخ 14/12/2018، ولا يزال قيد الاعتقال الإداري، وحتى أثناء حريته لا يسلم بيته من المداهمة وطلبات الاستدعاء، ولا تملك عائلته إلا أن تقف ورائه في الأيام الثقيلة لأسرى سجن النقب كغيرها من العائلات.