يهدد التوتر القائم في داخل أقسام سجن النقب الصحراوي حياة الأسرى، وهو واحد من أكبر المنشآت الاعتقالية للاحتلال، فقد أفادت مصادر من داخل سجن النقب بأن الحياة الاعتقالية في داخل أقسام السجن لم تعد قائمة، ولا علاقة بين الأسرى وإدارة السجن، حتى أن القمامة متراكمة منذ يوم الثلاثاء الماضي؛ لرفض إدارة السجن إخراجها من داخل الأقسام المكتظة بالأسرى.
إعلام الأسرى أفاد بأن تركيب أجهزة التشويش بشكل مكثف وموجه في النقب، أدى إلى التشويش على بث موجات الراديو والتلفاز والتواصل مع الخارج، إضافة إلى إلحاق حالة الصداع الشديد الناجم عن تركيب أجهزة تشويش بالأسرى، ووجود تخوف من التسبب بأمراض خطيرة.
محررون من السجون عبروا عن تخوفهم من هذه الحالة في سجن النقب الصحراوي، فهم مروا بتجارب مماثلة في الأسر، وتعرضوا لذات الأوضاع القاسية التي فرضتها إدارة السجن بحقهم ويعرفون وحدات القمع العنصرية، المحرر الإعلامي د.أمين أبو وردة، والذي وثَّق انتهاكات إدارة السجون في اعتقاله السابق يقول" الأسرى مجتمع له تركيبته الخاصة به، وعندما يحدث أي توتر مع إدارة السجن تنقلب الأوضاع ويصبح الجو مشحوناً، وإدارة السجن تزيد من شدة قبضتها، فالأسرى يتعرضون لضغطٍ نفسيٍ مرعب يمارسه ضباط إدارة السجون فيلوحون باستخدام القوة ضدهم إذا ما تمادوا في إجراءاتهم النضالية داخل السجن ولم تتوقف احتجاجاتهم".
حالة إرباك
يضيف الإعلامي أبو وردة" الأسرى لديهم قوة تماسك رهيبة داخل أقسام السجن، وعندما تسعى إدارة السجن لتفكيك جبهة الأسرى، يحدث الإرباك والتخوف من إجراءات تلجأ إليها إدارة السجون لكسر إرادة الأسرى وتتمثل بالقمع الجماعي، ونقل القيادات، واستخدام أسلوب العزل، والتفتيش اليومي المذل، واقتحام غرف الأسرى بكثافة ملحوظة ليس الهدف منها التفتيش بل إرسال رسالة للأسرى أنهم تحت طائلة العقاب والإهانة".
ويشير الإعلامي أبو وردة إلى أن عائلات الأسرى هي من تدفع ثمن التوتر داخل أقسام أي سجن، وسجن النقب الصحراوي يمتاز بسعته ووجود أسرى من كافة أنحاء فلسطين فيه، لذا يكون الخوف موزعاً على كل المناطق الجغرافية".
صفيح ساخن
المحرر همام الشنطي من سكان قلقيلية يتحدث عن لحظاته الأخيرة في سجن النقب الصحراوي قبل الإفراج، يقول" قبل الإفراج عني قبل شهر من اعتقالٍ استمر 34 شهراً، كان سجن النقب كصفيحٍ ساخن؛ فإدارة السجن تتوعد الأسرى بإجراءات ميدانية تحد من تواصلهم مع الخارج، والأسرى كانوا في حالة ترقب، والتوتر الحالي له أسبابه، فإدارة السجن تريد أن ترسل رسالة لكل الأسرى من خلال استهداف أكبر مستودع يضم الأسرى، فيريدون أن تكون البداية من أكبر السجون، حتى تنتقل التجربة القمعية والتشديدات الأمنية بسهولة إلى بقية المنشآت الاعتقالية".
يرى المحرر محمد خضر والذي أمضى في السجن عدة سنوات على فترات مختلفة في استهداف سجن النقب بالاستهداف المقصود؛ فالسجن يضم كفاءات متعددة من القيادات الأسيرة الشابة والقديمة، وتركيع السجن وتغليف الأمر بوسائل أمنية، هدفه الإخضاع النفسي لكل أفراد الحركة الأسيرة.
يضيف خضر"ما حصل في عوفر من قمع الأسرى والاعتداء عليهم، ليس إلا خطوة من الخطوات العقابية التي يريد ما يسمى بوزير الأمن الداخلي تنفيذها بعد تهديده بتقييد الأسرى داخل السجون بشكل يختلف عن السابق، في دلالة خطيرة لاستهداف باقي السجون".