تبقى الأمنية الأولى لعائلات الأسرى في سجون الاحتلال دائماً، كسر القيد وقضبان السجن عن أولادهم، وعملية لم شملٍ جديدة، تعيد الزمن الجميل للعائلة بعد فراق طويل من العذاب والحرمان.
الأسيران التوأم محمد وقيس السعدي من سكان مخيم جنين انتزعهما الاحتلال من عائلتهما بالاعتقال، تروي والدتهما الخمسينية أمينة السعدي لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل الألم، تقول" وجع الأسر يفوق وجع المرض الذي أعاني منه، فاعتقال أبنائي التوأم محمد وقيس كان بمثابة الصاعقة، وعندما يسألني أحفادي عنهم يعتصر قلبي ألماً، فلم يعد القلب يحتمل هذا العذاب، والأمل معقودٌ بتحررهم من الأسر ليعودوا إلى أطفالهم".
وتضيف السعدي" اعتقل ابني محمد بتاريخ 5/10/2015، وكانت عملية الاعتقال وحشية بامتياز، فقد حاصروا المنزل وصلبونا على الجدران وانتزعوا محمد ونقلوه إلى مركز التحقيق وصدر بحقه حكمٌ بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات، وهو يقبع الآن في سجن النقب ولا أستطيع زيارته لبعد المسافة".
الوالدة المكلومة أمينة السعدي أوضحت بأن ابنها الأسير قيس توأم لابنها الأسير محمد، وكان مطارداً وألقى الاحتلال القبض عليه بتاريخ 27/10/2015، بعد ثلاث محاولات فاشلة في اعتقاله، وبعد عامين من المحاكمة صدر بحقه حكم السجن الفعلي مدة ست سنوات.
تقول أم محمد السعدي" أملي أن أكحل عيوني بهم خارج الأسر، فزوجات أولادي الأسرى وأولادهم يحتاجون لهم، هما أكبر أولادي، وهما كانا بالنسبة لي المعين والركن الأساس في هذه الحياة".
تتابع أم محمد حديثها فتقول" الاعتقال لا يؤذي الأسير، بل يصيب كل محيطه بالضرر والأذى، وفيما يخص أولادي فالاحتلال يمنعنا من الزيارة إلا بتصريحٍ أمني في العام مرة واحدة، معنوياتهم في الأسر عالية، وقيس يكمل دراسته الجامعية في الأسر، ولا يتأثر بعقوبة مصلحة السجون له بالنقل المستمر من سجن إلى آخر".
تعد عائلة الأسيرين التوأم محمد وقيس ما تبقى من أيام الأسر يوماً بيوم، وبالنسبة لهم فكل يوم أثقل من الآخر، كما تقول الوالدة أم محمد، وتضيف" لا يذوق مرارة الأسر ووجعه إلا من اكتوى بناره، ونحن عشنا مطاردة الأبناء وأسرهم والحكم عليهم وانتظار الحرية لهم، وجميع ما مضى من محطات مؤلمة لها أثار في نفوسنا جميعاً، إلا أن الصبر وقوة الإرادة والإيمان بالله تمنعنا من اليأس والقنوط، فحياتنا صبر وإيمان واحتساب".