لم يستطع والد الأسيرة الطالبة أنسام شواهنة، ناصر شواهنة من قرية اماتين شرق قلقيلية، في حديثه لمكتب إعلام الأسرى، تحديد أهم النقاط التي يتحدث بها عن أوضاع الأسيرات بشكل عام، لشدة المعاناة التي تواجهها الأسيرات في سجن الدامون يومياً.
يقول شواهنة لمكتب إعلام الأسرى" تمنع عائلة الأسيرة بشكل عام من الزيارة إلا بتصريحٍ أمني لمرة واحدة كل ستة أشهر، في زيارتي الأخيرة نسيت معاناة ابنتي، والتفت إلى معاناة الأسيرة وفاء مهداوي، والدة الشهيد أشرف نعالوة ، فقد شاهدت كيف يضلل مدير السجن عائلتها كي لا تزور، فقد خرج علينا وقال أن الأسيرة وفاء مهداوي ليس لها زيارة وعليها محكمة استئناف".
يضيف شواهنة" لاحقاً تبين أنه قال للأسيرة وفاء مهداوي بأن لها موعد عيادة وإذا لم تخرج للعيادة فلن تزور، إلا أن الأسيرات أخبرن أم أشرف أن لها زيارة ومدير السجن لا يريد أن تتحقق الزيارة ، وعندما جاءت أم أشرف لمكان زيارة ترك الجميع أسراهم وتوجهوا لها بالتحية والمواساة والدعم النفسي فحالتها الصحية سيئة، ومعاملة السجانين لها عنصرية وقاسية، فيتم التعرض لها بالاستفزاز في كل بوسطة أو عند الذهاب للعيادة أو في وقت الزيارة".
يتابع شواهنة حديثه حول وضع الأسيرات فيقول" بالنسبة لوضع الأسيرات بشكل عام، فمصلحة السجن ترهقهن بعملية التفتيش والعد والتي تصل في اليوم الواحد إلى ثماني مرات على مدار اليوم، وهذا الأمر يجعل حياة الأسيرات في جحيم دائم لخصوصية وضعهن، فبعد كل تفتيش تبدأ مرحلة البحث عن الأغراض وترتيبها، وما أن تنتهي هذه المرحلة تعود قوات القمع بشكل مفاجئ إلى الغرف، وتعيد الكرة مرة ثانية ليعود المشهد المرعب".
وحول معاناة البوسطة يقول والد الأسيرة شواهنة" أكثر العذابات إيلاماً للأسيرات هي البوسطة، فالتفتيش العاري والمعاملة المذلة سمات هذه الرحلة القاسية، فالأسيرات بعد كل بوسطة يتسلل إليهن القهر والشعور بالحزن، فلا كرامة ولا خصوصية لهن حتى في غرف السجن".
يروي ناصر شواهنة تفاصيل انتكاسة نفسية وقعت معه في الزيارة الأخيرة، قبل أسبوعين، يقول" أخبرتنا ابنتي أنسام عن مفاجأة سارة قبل انتهاء الزيارة، وهي السماح لها بمصافحتنا لمدة دقيقة وكانت في حال سرور وسعادة، وبعد اقتراب الزيارة من النهاية رفض ضابط الزيارة السماح لنا بمصافحتها، ونظرت إليها وهي في حالة ذهول وصدمة وانتكاسة، فقد قدمت طلباً وتمت الموافقة عليه قبل موعد الزيارة، إلا أن مصلحة السجن تتلذذ في قمع الأسيرات، وتختار اللحظات الحرجة كي يكون الوجع أكبر".
يدلل شواهنة على ذلك فيقول" في كل زيارة نأخذ لها بعض الملابس، فلا يتم إدخالها بشكل منتظم بل بشكل مزاجي وبعد منع لعدة مرات قد تصل مدتها لأكثر من عام فلا قوانين تحكمهم سوى عنصريتهم ومزاجيتهم المقيتة".
وحول سياسة العقوبات وآثارها النفسية على الأسيرات يقول شواهنة" عندما قامت الأسير بإرجاع وجبات الطعام تضامناً مع أسرى عوفر، كانت العقوبة هي حرمانهن من الفورة، فلا يحق لهن التضامن مع الأسرى في عرف مصلحة السجون ذات النظرة السادية للأسرى، في حين أن الطعام المقدم من مصلحة السجن يمكن وصفه بالرديء، وتعتمد الأسيرات على الكانتينا وشراء الأغراض منها على نفقتهن".
الأسيرة أنسام شواهنة طالبة من المتفوقات في جامعة النجاح، تم اعتقالها بتاريخ 9/3/2016 قرب مدخل مستوطنة قدوميم شرق قلقيلية وصدر بحقها حكم السجن الفعلي مدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ لمدة عامين بشكل شامل، وهي تتواجد في سجن الدامون حيث يبلغ عدد الأسيرات هناك 48 أسيرة.