حتى بعد إبعادهم لغزة، لا تتوقف ملاحقة مخابرات الاحتلال للأسرى المحررين، فسياسة التهديد والوعيد والانتقام قائمة بحقهم، والاقتحامات الليلية سياسة ممنهجة في هذا الملف، وعائلة المحرر المبعد إلى غزة ناصر نزال في قلقيلية خير مثال على هذه الانتهاكات، فقد تعرضت لعدة اقتحامات واستجواب مخابراتي.
والد المحرر المبعد إلى غزة ناصر نزال، الحاج عبد الفتاح نزال (84عاماً) يقول في حديثٍ خاص لمكتب إعلام الأسرى" فوجئنا قبل أسابيع باقتحام الجيش للمنزل وتفتيشه والسؤال عن ناصر، فجاءهم الجواب بسخرية: ناصر في غزة، وأخذ ضابط المخابرات يتوعد ويهدد، وبعدها طلب منا الاتصال به وتحدث مع ناصر مهدداً ومتوعداً، وجرى بينهما سجال وتهديد".
يضيف الحاج نزال" هذا الأسلوب عنصري واستفزازي، فناصر خرج ضمن صفقة وفاء الأحرار وبرعاية دولية، وملاحقة عائلته بهذا الأسلوب يدلل على أن مخابرات الاحتلال نادمة ندماً شديداً على الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار، وهذا الأمر يعتبر انتهاكاً صارخاً لكل ما تم الاتفاق عليه، فالاتفاق عندما يكون بين طرفين عليهم الالتزام، أما أن تكون منازل عائلات الأسرى مسرحاً للمخابرات وجيش الاحتلال، فهذا هو الإرهاب بعينه".
يلفت نزال إلى أن هذا الإرهاب لا يخيف الشعب الفلسطيني، وهو ضمن سجلاتهم السوداء منذ النكبة إلى اليوم، وعلى كل المؤسسات أن تسجل هذه الانتهاكات وتوثقها، بحيث تتضمن ما يجري داخل منازل عائلات المبعدين ورسائل التهديد والوعيد التي تقال لهم.
منزل عائلة المحرر المبعد ناصر نزال ليس الوحيد في هذا النوع من الاستهداف، فمعظم منازل عائلات المبعدين إلى غزة تعرضت لعدة اقتحامات واستجواب لكل أفراد العائلة، لاستدعاءات أمنية.
المحرر المبعد إلى غزة عرفات النتشه كتب على صفحته الاجتماعية"مخابرات الاحتلال تستدعي والدتي للمقابلة الأمنية وعمرها 74 عاما".
رئيس لجنة أسرى القدس، الناشط المقدسي أمجد أبو عصب، يقول في حديثٍ خاص"ظاهرة مداهمة منازل عائلات المحررين المبعدين إلى غزة أو تركيا هي محاولة من الاحتلال للتنغيص على عائلات المبعدين، فما حدث في صفقة وفاء الأحرار من إفراج عن مجموعة كبيرة من أصحاب الأحكام العالية من كل أنحاء فلسطين هي وصمة عار على جبين المخابرات".
يضيف أبو عصب" تم إجبار حكومة الاحتلال على الإفراج عنهم آنذاك، لذا تقوم مخابرات الاحتلال بالانتقام من عائلاتهم والعديد من المبعدين تم الاتصال بهم من هواتف عائلاتهم، وقاموا بالتهديد والوعيد لهم على مسمع أفراد العائلة، بالإضافة إلى اعتقال العديد من أفراد عائلاتهم أيضاً.
يشير أبو عصب إلى أن مدينة القدس وحدها تم الإفراج فيها عن 46 أسيراً تم إبعاد قسم منهم إلى غزة وإلى تركيا وقطر وسوريا وقتها، واعتقل ستة أسرى منهم من القدس، ويتم مداهمة منازل عائلة المحررين المبعدين من المقدسيين وغيرهم في الضفة الغربية، وهذا الأسلوب يعبر عن أزمة حقيقية لدى المؤسسة الأمنية من كل تفاصيل صفقة وفاء الأحرار، وتحرر من صدر بحقهم أحكام لآلاف السنوات.
مكتب إعلام الأسرى يشير إلى أن العديد من عائلات الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد تحررهم من صفقة وفاء الأحرار، تمت مداهمة منازل عائلاتهم أيضاً، وتحدثوا عن مشاهد انتقامية تتمثل بتحطيم محتويات المنازل، والاستدعاءات الأمنية التي جرت لهم.