أفاد القيادي المحرر منتصر شديد (45عاماً) من سكان دورا، قضاء مدينة الخليل بأن الاعتقال الإداري يعتبر أكبر جريمة ترتكب بحق الفلسطينيين، وأخطر سلاحٍ يستخدمه الاحتلال لتمرير إجراءاته بحق كل من يعتقد أن له قيمة وطنية واعتبار؛ بهدف إبعاده عن بيئته الطبيعة والتأثير بمحيطه، وحرمانه من العيش بسلام بين أبنائه.
المحرر شديد نال حريته مؤخراً من سجون الاحتلال، بعد أن أمضى عامين في الاعتقال الإداري، وقد أجرى مكتب إعلام الأسرى لقاءً معه للحديث حول قضية الاعتقال الإداري وأوضاع الأسرى في السجون.
يقول المحرر شديد لمكتب إعلام الأسرى" يشكل الاعتقال الإداري نقطة سوداء في تاريخ الاحتلال، حيث يمعن في استخدامه بطريقة غير شرعية، في حين أن حياة الناس وأعمارهم ليست لعبة بيد أيٍ كان وكائنٍ من كان، وحكم الإداري مرفوض قانونياً وشعبياً وفي كل المستويات.
وأضاف شديد" إن المعتقلين الإداريين يرفضون سياسة الاعتقال الإداري، فلا نستغرب إذا سمعنا بأن أسيراً إدارياً يخوض إضراباً عن الطعام ضد اعتقاله، فقد ضاق الأسرى ببند الإداري ذرعاً في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي يستخدمه الاحتلال كعقاب جماعي وبشكل مبالغ فيه".
وحول أحداث سجن عوفر الأخيرة قال المحرر منتصر شديد" إن حالة التوتر في سجن عوفر تقلصت، ولكنها لم تنتهِ بشكلٍ كامل، على اعتبار أن الاحتلال لا يلتزم غالباً بوعوده ولا بحقوق الأسرى، والقرارات التي من الممكن أن تتخذها إدارة السجن قد تفجر الأوضاع مرة أخرى، في الوقت الذي يرفض الأسرى فيه أي إجراءات جديدة بحقهم، ويصرون على الحياة بكرامة مهما كلف الأمر".
وأوضح المحرر شديد بأن السبب الرئيسي خلف الأحداث التي وقعت في عوفر هو دخول وحدة المتسادا القمعية إلى غرف الأسرى، وهذا مرفوض للأسرى، حيث تحاول إدارة السجن تغيير قواعد التفاهمات السابقة مع الأسرى، بطريقة تقلل من صيغة الاتفاقات، للانتقاص من دورهم وحقوقهم.
وبيّن شديد بأنه وبعد دخول وحدة المتسادا واحتجاج الأسرى، أصبحت الإدارة في حالة من الجنون، فلم تكن الأحداث سهلة على الجميع، وقد تم مقابلة القمع الجنوني من الإدارة برباطة جأش وإقدام من جميع الأسرى.
وأكد المحرر شديد أن الوحدة اقتحمت قسمي (١١،١٥) واعتدت على الأسرى، وكانت الإصابات بين الأسرى كبيرة، ففي كل قسم هناك ١٢٠أسيراً، وقد أصيب ثلثي الأسرى الموجودين، وتركزت الإصابات على الأجزاء العلوية وكسور في الأطراف والحوض، وضرب الأسرى ورشهم بغاز الفلفل وإطلاق الرصاص المغلف بالمطاط صوبهم.
وحول الاتفاق الذي جرى بين ممثلي الأسرى في سجن عوفر، وإدارة السجون، أوضح المحرر شديد بأن الحوار ركز على التفاهمات الأساسية وهي، منع دخول وحدة المتسادا لغرف الأسرى بالتحديد سجن عوفر، والعودة للتفاهمات السابقة قبل دخول الوحدة، والاتفاق على آليات التعامل مع الأسرى والتفتيش باحترام، وإلغاء العقوبات التي كانت ستفرضها الإدارة على الأسرى في قسمي (١١،١٥) وتتمثل في فرض الغرامات، ومنع الزيارات، وفرض أحكام جديدة على الأسرى، وإجراء تحقيق في الأحداث، ليقابل الهدوء بالهدوء.
وطرح المحرر شديد قضية ملف الأسرى المرضى وقال" إن أوضاع الأسرى المرضى صعبة للغاية، وهم معرضون إلى الموت البطيء؛ نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهم، وعدد كبير منهم بحاجة لعناية ومتابعة طبية خاصة لا تتوفر في السجون".
ونقل شديد عن الأسرى قولهم بأنهم يتطلعون لاهتمام شعبي ورسمي بقضيتهم أكبر مما هو موجود، على أن لا يكون التفاعل مع قضيتهم موسمياً، متمنين أن تتحقق الوحدة الوطنية، مما سينعكس بشكل إيجابي على قضيتهم.
تجدر الإشارة إلى أن المحرر شديد نال حريته يوم الاثنين الماضي بعد قضاء عاين في الاعتقال الإداري، وهذا الاعتقال ليس الأول بحقه، فقد كان اعتقل عدة مرات، وأمضى ما مجموعه 17 عاماً خلف القضبان، جزء كبير منها أمضاه تحت بند الاعتقال الإداري.