لا يكاد اسم المواطن المقدسي محمود عبد اللطيف (٢٧ عاما) يغيب عن قوائم الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال في القدس المحتلة، فعادة ما يتم استهدافه بالاعتقال والإبعاد والحبس المنزلي مثله كمثل عشرات الشبان المقدسيين.
ويعتبر الشاب عبد اللطيف واحدا ممن تضعهم قوات الاحتلال على رأس قوائم الاعتقال لديها؛ فلا يكاد يمر عام إلا ويسجل فيه اعتقال عبد اللطيف مراراً.
حب الأقصى
ولا يجد الاحتلال تهمة يوجهها إلى الكثير من الشبان المقدسيين إلا حبهم لمسجدهم الأقصى المبارك والصلاة فيه!
ويقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمود عبد اللطيف مرات عديدة لا يمكن حتى إحصاؤها، حتى بات واحدا من أكثر الشبان المستهدفين في المدينة.
ويسكن الشاب في أحياء البلدة القديمة التي تحتضن مسرى رسول الله بين أزقتها وحجارتها العتيقة، فتربى على حبه والصلاة فيه واللعب في ظلال أشجاره حتى بات بيته الثاني.
ويوضح أبو عصب بأن اعتقال عبد اللطيف يكون دوما على قضايا تتعلق بالمسجد الأقصى المبارك؛ حيث اتهمه الاحتلال بأنه ضمن مجموعة أسماها "شباب الأقصى" وهو تنظيم ابتدعه ليلصق تهمة الانتماء إليه بشبان مقدسيين لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم يواظبون على التواجد في الأقصى للصلاة.
وفي ساعات فجر الإثنين اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشاب عبد اللطيف واعتقلته ونقلته للتحقيق، علما أنه تزوج قبل شهر واحد فقط.
ويشير أبو عصب إلى أن الأسير عبد اللطيف مبعد حاليا عن المسجد الأقصى المبارك وتعرض للإبعاد عدة مرات عنه تحت الحجة ذاتها وهي التعلق بالمسجد.
ويضيف:" محمود شاب ملاحق دائما ومحاصر ويتم استهدافه بشكل فوري من مخابرات الاحتلال وذلك فقط لأنه أحد رواد الأقصى ولكن الاحتلال لا يريد أن يدرك أن محمود وغيره من شبان البلدة القديمة منازلهم ملاصقة للأقصى وتربوا بين جنباته لأنه قريب عليهم بطبيعة الحال".
الأسير عبد اللطيف أمضى عدة سنوات في الأسر بينها اعتقال إداري وأمضى في إحدى الاعتقالات عامين وفي مرة أخرى عاما ونصف وفي إحداها تسعة أشهر و١١ شهرا، كما تعرض للتحقيق عدة مرات لدى جهاز المخابرات الصهيونية "الشاباك" في الزنازين.
ويؤكد أبو عصب بأن الاحتلال ينتهج سياسة واضحة في تضييق الخناق على الشبان المقدسيين الذين يتواردون على المسجد الأقصى بشكل دائم، حيث يتم اعتقالهم لمرات عدة تصل أحيانا إلى مرتين شهرياً وإبعادهم عدة مرات عنه وإخضاعهم للتحقيق المكثف ومحاولة خنق أنفاسهم حتى في منازلهم.