تعيش عائلة الأسير المقدسي أيمن سدر والمحكوم بالسجن المؤبد حالة رعب منذ انقطاع أخبار الأسرى، القلق يداهم لحظات حياتهم، في ظل رفض الاحتلال زيارات المحاميين حيث والدهم الأسير، وتتخوف العائلة من تفاصيل كثيرة لا تعرفها حول وضعه الصحي ووضعه الاعتقالي والإنساني في الوقت الذي يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال لشتى صنوف العذاب.
مكتب إعلام الأسرى يواصل وضمن سلسلة تقارير حول أسرى الأحكام العالية عرض الاعتداءات التي يمارسها الاحتلال بحقهم، ومنهم الأسير المقدسي المؤبد أيمن سدر(59عاماً) حيث تحدث مكتب إعلام الأسرى مع عائلته للوقوف على آخر الأخبار الواردة عنه، وحول سنواتٍ تصفها زوجته بالثقيلة التي لم يسلط عليها الضوء بالقدر الكافي.
تقول زوجة الأسير أيمن سدر" منذ الحرب لا نعلم عن زوجي شيئاً حتى قبل أيام قليلة حين تمكن المحامي من رؤيته، ونقل لنا بعضاً من أخباره القليلة، حيث أكد لنا أنه في سجن جانوت، وأنه قد تعرض للضرب كغيره من الأسرى، وأنه يعاني من سياسة التجويع والإهمال، والتضييق في ساعات الفورة والاستحمام وغيرها، لكني لا زلت أعلم أن هذه ليست كل أخباره وبأنه يتعمد عدم إثارة قلقنا حول ما يمر به، بخاصة أن هناك أسرى مصابون بمرض سكابيوس حيث يتواجد هو في قسم 7".
عائلة الأسير أيمن سدر ولفترة طويلة منذ الحرب واجهت رفضاً قاطعاً لزيارة أسيرها، وأكدت زوجته بأنهم وخلال هذه الفترة الطويلة عاشوا حالة من الرعب والتخوف اتجاه مصيره، مؤكدة على أنها من أسوء فترة اعتقاله خلال ال30 عاماً التي مرت.
منذ العام 1995 وأبواب السجن مغلقة على الأسير أيمن سدر وينتظر هو كعائلته اليوم الذي ينال فيه حريته، حتى يعود ليعيش رفقة ابنه وزوجته سنوات يعوض فيها غيباه عنهم، وانتظارهم له، واليوم كل ما ترغب به عائلته هو أن تعرف المزيد من الأخبار حول وضعه الصحي والاعتقالي.
الأسير أيمن سدر معتقل منذ 30 عاماً، وتنقل بين سجون عديدة خاض إضرابات عن الطعام كثيرة، وتعرض لاعتداءات ممنهجة، كما وكانت العائلة تتبع أخباره بصعوبة كبيرة عبر أسرى محررين من ذات قسمه، مشيرة إلى أنه كان في سجن نفحة واستقر في ريمون لما يقارب ال11 سنة واليوم وبعد دمج السجنين تعلم فقط الخبر المؤكد عنه أنه في جانوت.
زوجة الأسير أيمن سدر المحكوم بالسجن المؤبد إضافة ل30 عام تصف حكمه بالرقم رقم لا يؤثر إن كان مؤبداً أو أكثر في تشديد على حجم الحكم الصادر بحقه وما شكله من عبء وألم انتظار على عائلته، فقد غادر الأسير أيمن سدر عائلته تاركاً خلفه نجله محمد، واليوم محمد شاب في عمر ال30 تساوي سنوات عمره سنوات اعتقال والده.
تقول والدته" محمد كان بعمر ال4 أشهر حين جرى اعتقال والده، أنا شخصياً عشت برفقته (سنة و11 شهراً فقط)، والسنين الباقية كنا نراقبه فقط من خارج سجون الاحتلال عبر الزيارات وعبر المحامين، واليوم حتى هذا الحق البسيط حرمنا منه، ابنه محمد تزوج السنة الماضية، ورزق بابنة وإلى الآن لم يلتقها جدها ولا يعرف عنها شيئاً".
الأسير أيمن سدر يعاني من ملف صحي متراكم بالأمراض منذ اعتقاله وتؤكد زوجته على أن أكثر ما تتخوف منه أنه يعاني من جيوب أنفية، وأجواء السجون خاصة في هذا الوقت لا تتلائم مع ما يعانيه، علاوة على أنه كان هناك "دمل" في رقبته، في الفترة الأخيرة لتواصلهم معه ولا يعرفون ما حدث منذ ذلك الوقت، وتغيب أخبار الصحية عنهم تماماً لأنها تعرف أنه يخبر محاميه أن لا يثير قلقهم حوله.
عائلة الأسير أيمن سدر تخشى أن يضيع اسم والدها بين أسماء الأسرى الآخرين، تود أن يبقى حاضراً في ذهن شعبه وأبنائه الذين ضحى بسنوات عمره الغضة لأجلهم، تود أن لا تضيع أخباره أكثر مما هي ضائعة نتيجة تعنت الاحتلال ومنع زيارته، على أن تراه في أفق الحرية في القريب العاجل.