الأسيرة رهام موسى : بدّنا نروّح
تقرير/ إعلام الأسرى

رهام رياض موسى مواليد 1974 من بلدة كفر عبّوش، لم تكن تتوقع أن تبدأ صباحها يوم 15 مارس 2025 بثلاثين جنديا يكسرون بابها، ولا أن تنتهي ليلتها مكبلة، معصوبة العينين، في سجن لا تعرف له اسما.

"شحطوني شحط مع فاطمة ومعصبات، إحنا مش مناح أبدا، انذبحنا، بهدلة وإهانة مش طبيعي"، تقولها رهام بوجه مرهق وصوت مثقل بالخذلان، مضيفة: "من شهر 5 لا محامي ولا محكمة على شو موجودين هون؟"

حكايتها تبدأ من لحظة الاقتحام: عشرات الجنود، كتيبة كاملة، يقفون على باب منزلها عند الثالثة فجرا. "والله لو رفعوا تليفون بروح"، تقول بنبرة ساخرة، تخفي فيها قهرا تراكم منذ شهور. أُخذت إلى "أريئيل"، ثم أمضت ليلة في "الشارون" إلى جانب إباء وفضيلة، قبل أن تُزجّ في سجن الدامون.

تسكن اليوم في غرفة رقم (3)، مع خمس أسيرات أخريات، بينهن رماء، زهراء، تهاني، حنين، وفداء. الغرفة مكتظة، الهواء خانق، والعناية الطبية غائبة تماما. بعضهن حوامل، وبعضهن مريضات سرطان بلا علاج. "بيجوا بنص الليل مع ضو وبهدلة، مش عارفات نتحرك... ليش مرميات وبدون زيارات محامين؟"

بنات غرفة (6) معزولات منذ أسبوع كامل تهمتهن؟ "كتابة على الحيط".

أما القمع، فهو يومي. تقول رهام: "بفوتوا بنفلوا الدنيا وبكبّوا الكيس بالغرفة... جمّعت حبات زتون أسبّح فيهن، أخذوهن وزتّوهن." الطعام سيئ، الملابس الداخلية شحيحة، والطمأنينة غائبة.

لا حديث عن التهم. لا لوائح. لا محاكمة. لا محام.

فقط اعتقال مفتوح، وحياة معلقة بين زنزانة وحلم الحرية.

رهام، التي تهمس لرفيقاتها باسم حفيدتها "لميس"، ما زالت تنتظر. تحلم بعودتها. تتخيّل "دي جي" الاستقبال، وتوصي أختها رناد: "بدي غنّاية (وحنا كبار البلد)".

أما والدها المتقاعد، الذي كان معلما، فهو يجيد الغناء والشطرنج. وقد لا يعرف حتى اللحظة إن كانت ابنته ما زالت حية.

في النهاية، تقول رهام:"بدّنا نروّح، مشان الله."

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020