استيقظت غزة ومعها الشعب الفلسطيني على جريمة اغتيال جبانة، لا يُقدم عليها إلا أصحاب النار أصحاب القذارة والحقارة والدناءة، أسفل جنس بشري يعرفه تاريخ البشرية؛ ثم يخرج ذلك النتن ويتفاخر أمام وزرائه وشعبه مادحاً جيشه وأجهزته الأمنية بقوله لهم: well done يعني أحسنتم!! هل قتل الرجال مع نسائهم وأطفالهم غدراً وهم نائمون آمنون في بيوتهم بصواريخ لا تُستعمل إلا في الحروب بين الجيوش، هل هذا فعل حسن ويؤدى له التحية؟! لا يعبر هذا التباهي والتفاخر بمثل هذه الجريمة البشعة إلا عن نظام دولي متوحش لا دين له ولا أخلاق... فتبّاً لهذا النظام وسحقاً له ولكل من يدور في فلكه.
أطفال أبرياء كانوا بالأمس يلعبون ويمرحون ويضحكون، فإذا بالقذائف الصهيونية الحاقدة الغادرة تُمزق أجسامهم الطرية وتشوّه وجوههم النضرة وتقطف أحلامهم وآمالهم، يا أطفال غزة بأي ذنب تُقتلون؟ يا نساء ويا رجال غزة بأي ذنب تُقتلون؟ يا بيوت غزة بأي ذنب تُقصفون؟ لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون يبغضون الإحتلال وجرائمه.
وإن تعجب فعجب حال شعبنا وأمتنا... لا صريخ ولا مجيب ولا غضب ولا مسيرة ولا تظاهرة تعبّر عن الوقوف الحقيقي والأخلاقي والإنساني والوطني بجانب غزة وعن رفض هذا العدوان الغاشم الدنيء!! غزة التي مابرحت تنتصر للمقدسات وللأسرى وللأقصى وللحرائر وللمظلومين وللشهداء ولكل جزء في فلسطين لا تجد في ساعة العسرة والشدة وصبّ النار عليها من يؤازرها ويساندها ويثأر لها!!.
وا حسرتاه!! وا أسفاه!! على أمة على شعب على شباب على رجال رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وتثاقلوا إلى الأرض وملذاتها وشهواتها الفانية ونسوا واجبهم الديني والاخلاقي والوطني وخذلوا غزة وأطفالها ورجالها ونساءها.
يا غزة... طوبا لك ولمقاومتك الباسلة التي وإن خذلها الناس ستبقى نداً عنيداً وحصناً منيعاً يقض مضاجع الصهاينة المعتدين، وأجركم على الله، لن ينسى التاريخ صنيعكم.