بقلم الأسير: بهيج بدر
لا شك أن استشهاد الشيخ القائد الأبيّ خضر عدنان قد جاء مفاجئاً وصادماً للجميع ولم يكن متوقعاً، ولا نزال لا نصدق أن الشيخ خضر عدنان بالفعل قد استشهد... ويبدو أن ذلك راجعٌ لعدة أسباب منها: دخول شهر رمضان وانشغال الناس فيه، اقتحامات المسجد الأقصى وما تبع ذلك من أحداث وجولات مواجهة مع الاحتلال الصهيوني، والسبب الأخطر هو اعتياد الناس على الإضراب المفتوح على الطعام، وكثرة تلك الإضرابات وتكرارها وأن يبدأ الناس بالتفاعل والتضامن مع الأسير المضرب عند دخوله مرحلة خطيرة تهدد حياته وصحته.
وأما رد المقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها الغرفة المشتركة لم يكن مفاجئاً ولا غير متوقع، رغم ما يعانيه قطاع غزة من تضييق وحصار وتآمر من القريب والبعيد، كيف لا وهي نفسها المقاومة التي انتفضت وثارت وحرّكت كل الساحات والجبهات انتصاراً لحرمة الأقصى والمرابطين والمرابطات.
وهي بهذا تثبت كل يوم أنها هي الأم الحنون والحضن الدافئ، والغيورة التي تغار وتسهر على حفظ أمانة الأسرى والأقصى ودماء الشهداء، وليست النائمة كالثكلى، وأنها هي فعلاً أم الأقصى والأسرى.
ولكن يظل العجب قائماً ومحيراً من واقع المقاومة في بقية الساحات وتحديداً في الضفة الغربية وخصوصاً الكتائب المقاتلة التي هي عنوان المقاومة في ساحات الضفة، ولا يزال الشعب الفلسطيني ينتظر منهم رداً لائقاً يليق بقدر ومكانة الشيخ الشهيد خضر عدنان، لأن الجميع يدرك أن الضفة هي رأس الحربة وهي القادرة على ضرب العدو في القلب وفي الرأس وأن تدفِّعه الثمن غالياً، ومرة أخرى توحيد الساحات يعني تفعيل كل الساحات، وأن تقوم كل ساحة بواجباتها الملقاة عليها.
وبقي من أم الأقصى والأسرى... أن يعينها الله على الوفاء بوعدها بتحرير الأسرى بصفقة وفاء الأحرار ٢.