يمر علينا في الثلاثين من آذار في كل عام , ذكرى عزيزةٌ على قلوبنا " ذكرى يوم الأرض" ، سبعة و أربعون عاماً مرت على ذلك اليوم الذي فيه روت دماء الشهداء أرض فلسطين ، و لكن في هذا العام لها طابعٌ آخر ... فالأرض ما زالت تنتهب و البيوت ما زالت تهدم !!
إهدئي أيتها الأرض الطيبة .. فَعليكِ الماهر و الكريم .. عادوا إليكِ بعد غياب سنين !! .. جاؤوا لينفضوا عنك الغبار .. أربعين عاماً غابوا عنك , وما غبتي عنهم يوماً !! سكنتِِ قلوبهم .... إهدئي أيتها الأرض كي لا يستيقظ النائمون في أحضانك ... اولئك من تدفئوا فيكي .. جراحهم ما زالت ندّية .. و وجوههم نضرة .. إهدئي أيتها الأرض .. فالشهداء ينيرون بنور السماء .. ونور السماء لا ينطفئ .
الآن ... الآن ... أحفاد بني كنعان يخرجون من كل بيت ، صغاراً و كباراً ، و نساءاً و رجالاً ... من سخنين و الناصرة ، من اللد و الرملة ، حيفا و يافا ، و باقة و شفا عمرو .. و الطيبة ، من ام الفحم و المكر يسيرون گأمواج البحر نحو اللطرون و الشجرة و باقي قرانا المهجرة.
و هناك في الشتات بيوتهم صوبك في قلوبهم تسكنين ، رغم فراق السنين ... أولادهم ... أحفادهم .. حفظوا الوصية و يحملون مفتاح العودة .. أجسادهم هناك في المنفى .. أنفاسهم .. أرواحهم هنا فيكي !!
إهدئي أيتها الأرض المباركة ... أرض المسرى و الأسرى .. فما زال الفرسان على خيولهم يتسابقون إليك ، آه ما أجملك !! ... آه ما أروعكِ !! ... ثوري أيتها الأرض ، يا أرض فلسطين و اطلبي و ستنالين ما تطلبين .. ارواحنا .. أموالنا .. أولادنا .. كلنا لكي .. فكيف نكون إن لم تكوني ؟!!
سنلتحفُ سمائكِ ... و نفترش أرضكِ .. و أقمارنا في السماء ستبقى تحرُسك .. اليوم يومك .. من السجون تحرروا و جاؤوكي ، من الشتات عبروا الحدود ومن قلبكي عاد الشهداء مبتسمون ، اليوم جمعتنا أيتها الأم الطيبة ، و هل أجمل منك بين الأمهات !! فأنتِِ استثنائية ... استثنائية الجمال و الحنان و الآمال ... لذا وجب أن يكون يومك استثنائي ، فَستُرَفرفُ الأعلام ... سينقشعُ الظلام ... و نعيش فيكي بأمن و سلام ، فَطيبى و طيب لكي أيتها الفلسطين .. أيتها المعشوقة التي يعشقها الملايين !!!