إلى بهجة كل عيدٍ وألقهِ بدعوة رضاها، ومسحةِ حنانها...
إلى دافعية كلِّ صمودٍ بحزم نصائحها وصدق دعواتها...
إلى مصداقية كلِّ أملٍ بثقة كلماتها ورسائل نظراتها...
إليكِ أمّي...
إليه تهنئةً من بنيِّكِ الأسير... الذي مهما طال عمره فهو طفلك المشاكس يتلهّفُ لندائك الحنون... والله ما أوجعه في سجنه أمرٌ مثلَ فراقك... كما أنّه ما شدَّ أزره أمرٌ مثل دعائك... ولا أغراه وأمَّله في الحرية أكثر من لقائك... يا كنزَ آمالي... وجنةَ عالمي وإذا سَلِمتِ... فَلَستُ أطلبُ شيّاً
أمي... يا كلمةَ سرَّ اصطباري وانتصاري... أتقدم إليكِ بباقةٍ من كبرياء... قطفتُها من روضتك البهيّة النضرة... رويتُها ورعيتُها بسنوات صمودي، ومواجهتي للظلم... تعبقُ بشذا العزة... تفوح منها عطور الكرامة... تنعكس على بتَلاتِها النَّديّة صورة قبة الصخرة، فتأمّليها يا أجمل كلمة نداء... هذا بعض ما غرستِ فيَّ... فاقطفيها في لحظات مباهاة...
أمي... كم أتحرَّق شوقاً للقاء... لِتُمسِّدي شعري وتربّتي على كتفي وأنت تُردّدين بصوتك الشّجيّ الحنون: الله يرضى عليك يمّا... وأنا أتفلّت من كل شيء... أسرعَ من أي شيء... لأقبِّل قدميكِ... لتحضنيني بعدما أضناني البرد القارس القاسي... يزلزلني نبأ فقْدِ أسيرٍ أمّه... فأنزوي متضرّعاً لله أن يجمعني بكِ... فآهٍ لو تري حالة فقدِ أمٍّ آه... إن كادت لتخنقني العَبرة يوم أناديكِ... فإنني أخزّنها في قلبي ليوم لقائكِ... ليفيض نهر دموع فرحٍ تنتظر...
أمي... تأبينَ عليَّ الانكسار... أو الانحناء والانثناء... وأنا على عهدك... أستعد لخوض إضراب أنالُ به الحرية... إمّا نُحرّر بجمعنا... أو شهادة أصل بها الفردوس هديةً منكِ لربِّ العالمين... وقدسِ المسلمين...
فلكِ السلامُ... يمزّقُ كل شباك يشقق كل جدار يفلُّ كل قيد...
الوَجْدُ أوْهَنَ صَبْرَ قَلْبي... إنما من نبض قلبكِ لا أزال قويا...
فأبيْتُ في حضن الحنينِ مُسهَّداً وأفيقُ في أَملِ اللقاءِ حفيا...