تحرّر كريم يونس.. بعد قضاء محكوميته البالغة أربعين سنة!! المناضل الفلسطيني الذي قاتلَ وأُسِر.. وحُكم عليه بالسجن أربعين سنة!! ظنّ وقتها أنّه لن يُتِمَّها فهي مدة لم تسجل في تاريخ نضالات الشعوب للحرية والاستقلال.. وظنّ قاضي الاحتلال أنّه ردعه بِحُكمٍ لن يبلغَهُ عُمره.. فهي أربعون سنة!! وظنّ الشعبُ أنّه لن يقضيها لسرعة وكثافة الأحداث في أرضنا.. مكثّ كريم يونس حكمه كاملاً أربعين سنةً.. وصمت الجميع..
المهم أنّه تحرّر.. وهي رسالة الفلسطينيين بالاستعداد للبذل دون حساب في سبيل الحرية، كذلك قال كريم: لو طُلب مني أربعون أخرى لقدمَها إن كان في الأجل بقية، لكنّ العجيب أنّ الكرماء رفاق درب كريم.. يهنئونه بالإفراج –حيّاً- وهذا انتصار، يهنئونه بالإفراج بعد سقف 40 عاماً فهو انتصار، يتمنّون لو أنهم يحظون بسقف الأربعين بعد أن كشّر الواقع عن وجهٍ قبيح في مواجهة آمالهم، فها هم يقضون 43 عاماً مثل نائل و37 عاماً مثل إبراهيم بيادسة ووليد دقة.. و30 عاماً مثل محمود عيسى وعبد الناصر.. وأصبح أصحاب ال20 عاماً في مهبِّ التهوين والاستخفاف بمدة بقائهم.. والكلّ ينظر للأربعين عاماً على أنها كريم.. لأنّها أمام اللا أفق.. للأسف.. أصبحت حلماً...
الكرماء خلف كريم.. مقاتلون دون قدسهم ووطنهم وكرامتهم.. وأحلامهم، يقفون اليوم بصمت الكبرياء لا بصمت اليأس.. كلهم فخار وإكبار بمقاومتهم وشعبهم.. يرفعون رأس كلِّ من يطأطئ خجلاً من التقصير ويدعونه للعمل والبذل وعدم الجمود عند أعذار التقصير والعقبات.. لأنّ سِجْنَ الأعذارِ أثقل من سجن الأسوار..
هنيئاً لكريم الحرية.. والعقبى للكرماء في أثره.. وتأخُّر العمل والإنجاز خير من عدم تحققه بالمطلق.. ولا يوجد أسير يتمنى أن يخرج من ثلاجة.. أو يخرج وتكون أول ساعة حرية له زيارة قبور أحبابه.. إن وُفِّقَ وتحرّر..
حرية كريم.. انتصار مناضل.. وخجل شعب.