يهدف جيش الاحتلال إلى القيام بعمليات الاقتحام والاجتياح للمناطق الملتهبة يوم السبت، والتي تؤدي بالعادة إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومين وهذا الأمر شهدناه في الأشهر الماضية بشكل مكثف، إذ تم اقتحام جنين ونابلس سواء في ساعات الصباح أو حتى في منتصف النهار، وكذلك يقوم بغاراته على سوريا في هذا اليوم، وهذا النهج رأيناه أيضاً في حرب 2008ـ 2009 على غزة (حرب الفرقان)، إذ بدأت يوم السبت، وكذلك الحرب البرية على غزة في 2014 (العصف المأكول)، والتي بدأت في ذلك اليوم أيضاً، والسبب في هذه السياسة يعود إلى عدة أمور أهمها:
أولاً: عقدة حرب 1973 أكتوبر، والتي وقعت في يوم عيد الغفران، ذاك العيد المقدس عندهم، حيث استغل الجيش المصري الراحة التي كان يعيشها جزء كبير من الجيش والسياسيين في دولة الكيان باعتبار أن الحرب فيه غير واردة، لذا فإن عقدة يوم الغفران وعقدة الأعياد والأيام المقدسة عندهم لازالت موجودة في الاستراتيجية العسكرية والأمنية الصهيونية، وهي قيمة تقوم به تحاول أن تقول أن ما جرى في أكتوبر لن يتكرر، بل بالعكس إن جيشها سيكون موجوداً في ذروة نشاطه وتعداده في الأيام المقدسة والأعياد.
ثانياً: الصورة النمطية عند الفلسطينيين، والمسلمين، والذين يعرفوا الصهاينة سواء عبر الاحتكاك بهم أو العمل عندهم، إن الحياة تكون شبه متوقفة في هذا اليوم في كل الدوائر الرسمية، والحكومية، والخاصة، بمعنى أن المقاوم، والمطارد يأخذ راحته ويتحرك كما يشاء في هذا اليوم؛ ظناً منه أن العدو في إجازة، وتلك الصورة النمطية الموجودة في رؤوسها لو كان هناك توعية وتراكم للخبرات والتجارب لما كان قد سقط منا الشهداء، والأسرى والجرحى.
ثالثاً: إن الخديعة في هذا اليوم، هي مكون أساسي في العقل اليهودي، إذ قاموا بخديعة الصيد يوم السبت؛ لكي يتحايلوا على دينهم، فعاقبهم الله بسخطهم لقردة، وكذلك يجب أن يفعل المقاوم، والذي يجب أن تكون كل الأيام عنده سواء ولا فرق بينها، ويجب أن يأخذ حذره، ويستعد فيه مثل الأيام العادية إن لم يكن أكثر.