جنين ونابلس تستدعي وحدات الكوماندوز الصهيوني
ربما لم ينتبه بعضُ المتابعين للشأن الصهيوني لما يَحدث للجيش الصهيوني في الضفة الغربية وغزة وصولاً إلى تل أبيب، إن عمليات الجيش الصهيوني اليومية سواء كانت عادية أم غير ذلك أصبحت تُنفذها وحدات النخبة والكوماندوز الخاصة مثل أغوز، يمام, دوفدوفان, شيتت 13,ماجلان، السييرت بأنواعها، وليس وحدات الجيش العادية والتي تم الاكتفاء بإعطائها مهام الحراسة على الحواجز وعلى الجدار الفاصل، ما يحدث من انقلاب داخل الجيش الصهيوني يعني أن هناك عدة أمور وتحولات هامة قد حدثت ومنها:
أولاً: أن الجيش الصهيوني لم يعد يثق بقدرات جيشه وأصبح يستدعي وحدات النخبة والكوماندوز والتي من المفترض أن تنفذ عملياتها الخاصة في عمق أراضي العدو -كما يسميها- بسبب القدرات الخاصة التي تمتلكها.
ثانياً: هؤلاء النخبة يعملون في الجيش كمتعاقدين ويتلقوا أموال طائلة جراء عملهم هذا لذا هم أقرب إلى المرتزقة، وولاؤهم للعقد والمال أولاً لذا هم آلة قتل دائمة ومتحركة. ثالثاً: هذا التحول يأتي ضمن خطط إعادة هيكلة الجيش الصهيوني والتي تهدف إلى تحويل الجيش إلى جيش صغير وذكي بفضل ما يمتلكه من أحدث التقنيات والأسلحة.
رابعاً: أن عدد كل جنود النخبة والكوماندوز لا يصل إلى عدد لواء واحد من الجيش الصهيوني رغم أنه تم تجميع كل الوحدات في لواء واحد خاص بالكوماندوز وهذا يعني أنه مع أول مواجهة حقيقية أو متعددة الجبهات سيجد هذا الجيش نفسه في مأزق حقيقي بسبب عدم قدرته على تغطية كل الجبهات ، وأنّ أي عملية بريّة سينفذها الجيش البري العام سوف تتسبب بكارثة غير مسبوقة لهذه الدولة.
إنّ المجتمع الصهيوني أصبح لا يستوعب فكرة سقوط قتلى من جنوده الصغار والذين يؤدون الخدمة الإلزامية، وأكثر نسبياً استيعاباً لفكرة سقوط قتلى من جنود الوحدات المختارة بأن هؤلاء مهنتهم الحرب وهي مصدر رزقهم رغم أن سقوط واحد منهم يساوي 100 من الجنود الآخرين لذا إن ما رأيناه عند نزول وحدات الكوماندوز إلى شوارع تل أبيب بعد وقوع إحدى العمليات أو رؤية الأغوز والشيتت 13 وهي التي تقوم بأعمال الاعتقال والملاحقة في شوارع جنين ونابلس هو إشارة إلى طبيعة المواجهة المستقبلية وطبيعة العدو الذي سنواجه، وأن هذا يُلزم المقاومة وكل الحريصين عليها أن يقوموا بتوضيح آليات عمل هؤلاء والذين هم بالنهاية جنود عاديين ترافقهم هالة إعلامية ضخمة ستسقط عند أقدام المقاوم صاحب الإيمان والقضية.