بقلم: ناصر ناصر
ذكر مراسل يديعوت أحرنوت ايتمار أيخنر أن التقديرات في "إسرائيل" تقول إن يارون بلوم منسق الأسرى والمفقودين اعتزل وظيفته؛ بسبب المراوحة في المكان في عملية الاتصالات مع حماس، إضافةً إلى التوتر الكبير بينه وبين عائلة الجندي الإسرائيلي هدار جولدن، والتي قامت بتقديم شكوى خاصة ضده لمراقب الدولة تحت مبرر (ليس له مصلحةً لإعادة الأبناء، يارون بلوم يقول أنا أشعر بأنني قد استنفدت وظيفتي بعد خمسة سنوات وأضاف قائلاً -وفقاً ليديعوت أحرنوت- أسهمت، ويجب المعرفة متى التوقف)، مضيفاً أن بلوم ينهي وظيفته في نهاية هذا الشهر، بعد خمسة سنوات من العمل في هذا المجال.
رئيس الوزراء لابيد عين سكرتيره العسكري الجنرال آفي جيل بدلاً عنه. ماذا يمكن أن يعني ذلك بالنسبة لصفقة تبادل الأسرى؟
أقول إن خبر يديعوت أحرنوت -سالف الذكر- لا يعطي معلومات كافية تسمح بتحليل على درجة معقولة من الدقة، ورغم ذلك يمكن القول :
. أولاً: إن بلوم وبالتأكيد كان عقبةً في وجه عقد أي صفقةً معقولةً؛ حيث كانت مواقفه معروفة ومتصلبة ضد الصفقات، وقد صرح سابقاً بضرورة تطبيق توصيات لجنة شمغار؛ لذا فاستقالته مباركة على كل الأحوال.
.ثانيا: إن اعتزال بلوم لوظيفته قبل أسبوع من نهاية عقده رسمياً في 31/10/2022، ومن ثم التعيين السريع لبديله من قبل رئيس الوزراء لابيد، قد توحي بعدم رضى الأخير عن أداءه بالأشهر الأخيرة على الأقل، حيث كان لابيد قد طالب المختصين بتقديم مقترحات جديدة له، ويبدو بأن بلوم لم ينجح أو أنه لا يريد أن ينجح في ذلك .
.ثالثاً: إن تعيين ضابط كبير في الجيش وهو الجنرال آفي جيل في هذا المنصب -على الأرجح- هو مؤشر جيد؛ فالجنرالات عموماً يؤيدون الصفقات، ويبدو بأن لابيد في هذا الاتجاه أيضاً، وهذا ما تدركه المقاومة الفلسطينية على الأرجح.
أخيرا:ً وعن احتمالات تقدم الصفقة فهي احتمالات مجهولة حتى اللحظة، وتخضع للغموض المفيد على الأرجح للزعامة السياسية في إسرائيل، وهذا ما أكدّه حتى العقيد موشيه تال ممثل رئيس الأركان المستقيل من طرف بلوم قبل حوالي السنة.