الأسير ربيع أبو نواس.. عزل انفرادي ينهش حقه!
إعلام الأسرى

كانت ليلة غير عادية؛ توجهت العائلة إلى النوم وهي تشعر بأن تحركات الاحتلال حول البلدة غير طبيعية، ولكنها الحياة اليومية لأهالي الضفة الغربية والتي أصبحت مقيدة داخل سجن كبير ينتشر فيه الجنود والمستوطنون.

ما هي إلا ساعات قليلة حتى استفاقت العائلة على صوت طرقات شديدة على باب المنزل وصراخ جنود يطلب بفتح الباب والبقاء هادئين، وما هذه الأوامر إلا خيالية في منزل فيه ثلاث طفلات أكبرهن لا تتجاوز الرابعة من عمرها!

الهدف كان اعتقال الوالد ربيع أبو نواس (٣٣ عاما)، تم اقتياده فجر أحد أيام أكتوبر من عام ٢٠١٩ ونقله للآليات العسكرية تاركاً خلفه زوجة قلقة وطفلات باكيات، ولكن الأمل بقي موجودا أن يفرج عنه بعد أيام قليلة.

القمع الوحشي

لم يتم الإفراج عن ربيع ابن بلدة سنجل شمال رام الله؛ بل ماطلت محكمة الاحتلال في قضيته وأجلت محاكمته لجلسات عديدة كان يذوق فيها الألم بسبب النقل المستمر عبر "البوسطة" حافلة الموت المتنقلة.

وتقول زوجته لـ مكتب إعلام الأسرى إن نيابة الاحتلال طالبت بحكمه عدة أشهر؛ فتنفست العائلة الصعداء وبدأت بعدّ الأيام للحكم عليه والإفراج عنه، ولكن الاحتلال كان يفكر بشيء آخر كلياً.

في 3/2/2020 اقتحمت قوات القمع قسم ١٢ في سجن عوفر والذي كان ربيع أحد الأسرى الموجودين فيه، وباشرت بالاعتداء على الأسرى بوحشية، ثم تم الاعتداء بشكل مباشر على ربيع بحجة أنه حاول طعن أحد الجنود خلال عملية القمع.

وتنقل زوجته عن المحامين ما حصل لربيع بعدها؛ حيث قام الجنود بالتجمع عليه ومهاجمته في كل جزء من جسده وبعدها نقله من القسم إلى جهة مجهولة ذاق فيها ويلات التعذيب والتنكيل من السجانين على مدار ساعات وأيام دون أن يعلم أحد أي شيء عن وضعه وقتها.

تم نقل ربيع للعزل الانفرادي حينها ومكث فيه عاما ونصف، وهناك ذاق مختلف صنوف الحرمان والقهر بمنعه من التواصل مع الأسرى أو زيارة عائلته ومحاميه.

وبعد جهود من الأسرى ومطالبات مستمرة تم إنهاء عزل ربيع في شهر حزيران/ يونيو من عام ٢٠٢١، وعاد إلى أقسام الأسرى ليشعر بحرية ما زالت منقوصة بالطبع لأنه ما زال في الأسر يقاسي ويلات السجن.

العزل من جديد

ودون أي سبب أو ذريعة؛ وبعد أشهر قليلة من إنهاء عزله أعاد الاحتلال الأسير ربيع أبو نواس للعزل الانفرادي والذي يقبع فيه منذ ستة أشهر.

وتحاول زوجته وصف الزيارة التي تمكنت من الحصول عليها مؤخرا له في العزل؛ حيث أن الظروف التي يعيشها صعبة للغاية لم تستطع وصفها بالكلمات.

وتضيف:" ظروف العزل سيئة فهو معزول كليا عن العالم الخارجي ولا توجد لديه أي وسيلة اتصال أو تواصل، حتى تفاجأت بطول شعره ولحيته حيث لا يوفرون له آلة حلاقة، ورغم أن الزيارة كانت في اليوم السادس من رمضان إلا أنه لم يعلم أن الشهر الفضيل كان قد بدأ بالفعل، حيث سألته كيف هو وضع الصيام معك في العزل وهل يقدمون لك وجبات مناسبة فتفاجأ أننا في شهر رمضان وهذا الأمر نزل علي كالصاعقة".

حتى أوقات الصلاة لا يعرفها ربيع في مقبرة العزل التي يقبع فيها منذ أشهر دون ذنب ولا تهمة، والآن يجهز له الاحتلال لائحة اتهام تتعلق بمحاولة الطعن دون معرفة كم ستكون مدة الحكم الخاضع لمزاج الاحتلال وهوسه الأمني.

وتشير زوجته إلى أنها أبلغته بوقت أذان كل صلاة ومواعيد الصيام والإفطار خلال زيارتها له، مبينة أنه أبلغها أنه أصبح لا يحب الخروج للفورة لأنه حين يعود للزنزانة يجد أغراضه ناقصة، وأنه وقت الزيارة كان يرتدي ملابس متسخة شاكيا لها من طبيعة الطعام المقدم له ما جعله يرجع الوجبات احتجاجا على ظروف عزله القاسية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020