لا ينظم اعتصام ولا فعالية إلا وتتواجد فيها والدة الأسير مجاهد حامد من بلدة سلواد شرق رام الله؛ تحمل صور ابنها وتنادي بحريته ويحترق قلبها على حاله بعد إضراب استمر ٤٣ يوماً رفضا لاعتقاله الإداري.
ولم تكف الدموع التي ذرفتها أم مجاهد على حاله؛ بل إنها لم تكد تتذوق الطعام إلا قليلاً خلال فترة إضرابه عن الطعام، وما إن وصلها خبر تعليق إضرابه وانتصاره على سجانه حتى فرح قلبها من جديد وتنتظر بفارغ الصبر عودته إلى منزله بعد أربعة أشهر.
هذا الواقع تعيشه عائلات كل الأسرى الفلسطينيين دون استثناء، حيث تتقاطع الأحزان والأفراح بينهم وتتعلق فقط بحال الأسير داخل السجن؛ وهو حالٌ في غالبه حزين طيلة فترة بقائه في الأسر تحت ظلم السجان الصهيوني.
وتشكو عائلات الأسرى من تراجع الاهتمام الشعبي والرسمي بأبنائهم وخاصة المضربين عن الطعام والأسرى المرضى والأسيرات، حيث باتت العائلات تعتصم وحدها وتنظم الوقفات وتحمل صور أبنائها مع قليل من المتضامنين.
وتقول والدة حامد لـ مكتب إعلام الأسرى إن ضعف الحضور الشعبي والجماهيري والرسمي في قضية الأسرى أدى إلى أن يخوض كل أسير معركته منفردا غير قابل للظلم الصهيوني الواقع عليه.
وأشارت إلى أن نجلها كان اعتقل سابقا لمدة تسع سنوات وبعد الإفراج عنه بعام ونصف أعيد اعتقاله مجددا رهن الإداري الظالم دون أي تهمة؛ وحين تم تجديد اعتقاله مرتين قرر خوض الإضراب المفتوح عن الطعام رفضا لهذا الظلم.
وأضافت:" لو كان هناك تحرك قوي لإنقاذ الأسرى الإداريين لما اضطروا لخوض معاركهم بأنفسهم، فهم يدفعون ثمن هذا التقصير ويدفعون ثمن ضعف التحرك الشعبي فيما يتعلق بقضاياهم".
انتهاكات تتفاقم
أما عائلة الأسيرة فدوى حمادة فباتت تحشد بنفسها الدعم الشعبي والرسمي لإنقاذها من العزل الانفرادي الذي تقبع فيه منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.
وأوضح زوجها أن الأسيرة تقبع في زنازين العزل في أدنى ظروف اعتقالية؛ حيث يتم منعها من حقوقها وانتهاك حريتها حتى داخل الزنزانة، دون أن تعلم ما سبب عزلها حتى الآن.
وأشار إلى أن العائلة تحاول نشر الأخبار المتعلقة بها وحشد الدعم المعنوي من أجل الضغط على الاحتلال لإنهاء عزلها الانفرادي؛ علما أنها محكومة بالسجن لعشر سنوات ومعتقلة منذ عام ٢٠١٧ وأم لخمسة أطفال يقاسون حياتهم دون وجودها.
وينطبق الأمر كذلك على عائلة الأسيرة أنهار الديك التي تترقب ولادة طفلها داخل السجن بكل ما يحمله ذلك من ظلم، حيث تأخذ العائلة على عاتقها دور المناشدة والدعم والمناصرة من أجل الإفراج عنها كي تلد خارج الأسر، وهو الأمر الذي لا يخلو عن أي منزل أسير وأسيرة.. أن تجد العائلة نفسها وحيدة أمام ممارسات السجان وتجبره.