رام الله- مكتب إعلام الأسرى
"حفرنا القبر وما زلنا منذ عام ونصف ننتظر جثمانه ليوضع فيه".. هكذا تحدث خلدون شقيق الأسير الشهيد بسام السايح عن حال عائلات الأسرى الشهداء الذين ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم في ثلاجاته دون أي سبب.
فمع تسليم جثمان الشهيد الأسير داود الخطيب من بيت لحم قبل عدة أيام؛ أعيد فتح ملف الجثامين المتبقية للشهداء الأسرى والبالغ عددها سبعة، حيث ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة السجون الصهيونية؛ ورغم ذلك يبقي الاحتلال جثامينهم في الثلاجات دون أي مسوغ قانوني.
وقال السايح لـ مكتب إعلام الأسرى إن العائلة توجهت لمؤسسات حقوقية وإنسانية وطالبت بتسليم جثمان شقيقه؛ ولكن الرد كان وما زال أن الأمر مرفوض ولا تجاوب أبدا.
وأوضح أن العائلة كذلك نقلت الملف إلى المحكمة العليا الصهيونية التي أقرت بعد ذلك بعدم تسليم جثامين الشهداء الأسرى، وهو ما زاد من ألم العائلة وقهرها.
ورغم أن الأسير السايح استشهد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي عانى منه بشكل ممنهج في السجون الصهيونية؛ إلا أن الاحتلال لا يكترث لذلك ويحتجز الجثمان دون أي موعد لتسليمه.
وأشار خلدون إلى أن الاحتلال يبدي تعنتا كبيرا في ملف تسليم الجثمان، حتى أن العائلة قامت بتعيين محام للملف ولم ينجح في الضغط على الاحتلال؛ ما يؤكد أن الأمر سياسي وكيدي ضد عائلات الشهداء.
الأسير السايح ارتقى بعد معاناة طويلة في السجون مع مرض السرطان الذي نهش جسده دون رعاية طبية ملائمة؛ ورغم علم الاحتلال أنه يعاني من المرض إلا أنه رفض الإفراج عنه وأبقاه رهن الاعتقال والمحاكم منذ عام ٢٠١٥.
وأكد شقيقه أن فوق كل ذلك؛ يرفض الاحتلال حتى أن يرسل التقارير الطبية الخاصة بالشهيد لعائلته؛ حيث حاولت عن طريق المحاكي الحصول عليها وقوبل الطلب بالرفض دون أي مبرر.
ووصف خلدون ما يجري بأنه تعنت ولا مبالاة من قبل الاحتلال دون أي مراعاة لمشاعر عائلته، مناشدا المؤسسات الإنسانية جميعا بالسعي الجاد للإفراج عن الجثامين لما يخلفه ذلك من قهر وألم في قلوب عائلاتهم.
وأضاف:" أقل ما في الأمر أن يكون له قبر في مدينته نزوره وندفنه فيه، صحيح أنه شهيد عند ربه ولكن حتى الآن نشعر أن الجرح ما زال مفتوحا".
بلا راحة
أما عائلة الشهيد نصار طقاطقة من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم؛ فتعيش القهر ذاته بعد رفض الاحتلال تسليم جثمانه.
وقال ابن عمه شريف لـ مكتب إعلام الأسرى إن العائلة منذ لحظة استشهاده في شهر يوليو/ تموز من عام ٢٠١٩ وهي تحاول الضغط على الاحتلال لاسترداد جثمانه.
وأكد أن التعنت سيد الموقف ويرفض الاحتلال الاستجابة للأهالي دون إعطائهم أي سبب لمنع تسليم الجثمان، كما أنه يرفض تسليم التقارير الطبية لعائلته والإفصاح عن سبب استشهاده.
هذا الوضع الصعب الذي تعيشه العائلات لم يكن كفيلا أن يكترث الاحتلال لمعاناتهم وينهيها؛ بل على العكس يضغط عليهم في قضية احتجاز الجثامين فوق جرحهم الغائر بفقدان ابنهم.
وتابع شريف:" لم يبق باب إلا وطرقناه؛ ولم تبق جهة رسمية أو شعبية أو دولية إلا وتوجهنا إليها؛ ووضعنا محاميين اثنين لمتابعة القضية ولكن الرد دوما هو الرفض.. حسبنا الله ونعم الوكيل، نسأل الله أن يذيقهم المرار الذي يذيقونه لنا".