أكثر من 15معتقلا خلال أيام قليلة هي حصيلة حملة نفذها الاحتلال على بلدة الطور شرق القدس المحتلة، حيث طالت فتية وشبانا من عائلات عدة أبرزها أبو الهوى وأبو سبيتان وخويص.
ورغم أن المعتقلين أفرج عن بعضهم لاحقا بشروط كالحبس المنزلي والغرامات المالية؛ إلا أن الاستهداف الأخير للبلدة يفتح ملف أسباب ذلك وهجمة الاحتلال الوحشية عليها كما العيسوية وسلوان، فما الذي يجعل بلدة الطور مستهدفة بشكل كبير؟
موقع استراتيجي
رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب أكد أن البلدة تتعرض بين الحين والآخر لحملات شرسة على يد شرطة الاحتلال والمخابرات الصهيونية؛ حيث تطال كل حملة منها عشرات الشبان والفتية.
وقال لـ مكتب إعلام الأسرى إن الطور مستهدفة بشكل كبير؛ حيث حاول الاحتلال منذ سنوات إبعاد أبنائها عن الهم الوطني من خلال محاولة نشر المخدرات بين صفوف الشباب وتسهيل وصولها لأيدي الجميع، آملا أن يلهث سكان بلدة الطور خلف التدخين والمخدرات والمشروبات.
وعن سبب استهدافها أوضح أن موقعها استراتيجي ومطل على المسجد الأقصى المبارك وعلى المقبرة اليهودية في حي رأس العامود؛ وهناك مطامع كبيرة للاجتلال فيها مثل أنها نقطة انطلاق لمشروع "التلفريك" الكبير الذي بدأ الاحتلال فعليا بتتفيذ مراحل منه.
وأشار إلى أن البلدة فيها مخزون بشري هائل ومجموعة كبيرة من الشبان الأبطال والشهداء الذين دافعوا ببسالة عن المسجد الأقصى؛ وقام الاحتلال بزرع العديد من المستوطنات في البلدة وبذل مجهودا كبيرا من خلال عملاء لتسريب منازل من أصحابها كي يقوموا بتأسيس نقاط استيطانية جديدة.
وتعود كذلك أهمية البلدة لدى الاحتلال بنشاط مجموعة من المؤسسات الصهيونية الأمريكية التي تنظر للأقصى نظرة عقائدية؛ ويقومون باستئجار بعض المنازل بمبالغ كبيرة "ليشهدوا يوم هدم المسجد".
اعتقالات بالجملة
الحملة على البلدة ليست جديدة؛ فبين الحين والآخر ينفذ الاحتلال اعتقالات عشوائية ويقتحم المنازل ويروع سكانها بهدف بث الرعب في قلوب العائلات والضغط عليها لترك منازلها.
وأفاد أبو عصب بأن الاحتلال يتعمد نشر وحدة المستعربين بين الشبان لتنفيذ الاعتقالات في البلدة التي تعتبر مخزونا استيطانيا بالنسبة له، فيريد الحفاظ على أمن المستوطنين من جهة؛ والحفاظ على رمزية المستوطنات فيها من جهة أخرى بحيث لا يسمح لأي من الفلسطينيين أن يهدد وجودها.
وأوضح أن مجموعة كبيرة من شبان بلدة الطور دفعوا ثمنا كبيرا في السجون بأحكام عالية وغرامات مالية باهظة، وكل ذلك حتى يثبت الاحتلال لمستوطنيه أنه يفرض فيها سيطرته بالحديد والنار.
وكما بقية أبناء القدس يتعرض الشبان في الطور لأساليب تحقيق قاسية بينها الضرب والاعتداء والعزل الانفرادي والحرمان من النوم والحرمان من الطعام الجيد، كما يمكث الأسير أكثر من شهر في زنازين التحقيق المعتمة بهدف ترهيب الشبان وكسر معنوياتهم، ولكن أبناء الطور لم ترهبهم كل تلك الممارسات.