الأسيرات.. رزمة عذابات تزيد اعتقالهن قسوة!
إعلام الأسرى

رام الله- إعلام الأسرى

تنتشر صورها في أرجاء المنزل بابتسامتها التي تحكي الكثير وهي مكبلة بين العديد من جنود الاحتلال؛ يقبل أطفالها الخمسة صورتها كل يوم وينامون على حلم جميل بأن والدتهم عادت إليهم حيث البيت الدافئ.

هذا حال أطفال الأسيرة المقدسية فدوى حمادة التي يعتقلها الاحتلال منذ عام ٢٠١٧ وتقضي حكما بالسجن لعشر سنوات، فالقهر والحرمان الذي يعيشونه لا يمكن وصفه بالكلمات، ولكن ما يزيد قهرهم هو الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال على الأسيرات بينهن فدوى التي عادت لزنازين العزل الانفرادي مجددا.

ويقول زوجها منذر حمادة لـ مكتب إعلام الأسرى إن زوجته تعيش كما بقية الأسيرات ظروف اعتقال سيئة يتعمد الاحتلال فرضها في سجن الدامون؛ حيث يحرمهن من أبسط الحقوق الإنسانية الأساسية.

ورغم أن الأسيرة أمضت ٧٣ يوما في العزل الانفرادي وخرجت منه قبل فترة قصيرة؛ إلا أن الاحتلال أعادها لتلك الزنازين مجددا دون معرفة السبب، وهو ما يزيد قلق عائلتها خاصة أن ظروف العزل أكثر قسوة.

ويبين الزوج بأن العائلة لم تبلغ عن سبب إعادة الأسيرة للعزل، حيث يستخدمه الاحتلال وسيلة عقاب بحق بعض الأسيرات؛ ويضعهن في زنازين باردة ضيقة لا تتوفر فيها أدنى المتطلبات؛ علاوة على حرمانهن من الزيارات طوال فترة العزل.

وإلى جانب عقاب العزل الانفرادي؛ تعيش الأسيرات في أقسام سجن الدامون ظروفا أقل ما توصف بأنها مجحفة، حيث هددن قبل عدة أيام بخوض خطوات احتجاجية لتحقيق بعض المطالب.

ويؤكد زوجها بأن الأسيرات بشكل عام بتعرضن من قبل السجانين وإدارة السجون لمضايقات عديدة؛ ويتعمد الاحتلال عدم توفير العلاج لهن ويماطل في ذلك، وبالنسبة للأسيرة فدوى فهي تتعرض بشكل دائم لاستفزازات السجانات ومحاولة الاعتداء عليها.

ولكن الأسيرة حاولت التخلص من كل هذه الاستفزازات بحفظ القرآن الكريم؛ وأصبحت تصل ليلها بنهارها في العبادات كي تسيطر على استفزازات الاحتلال اليومية.

ويشير زوجها إلى أن منع الزيارات هي العقوبة الأبرز التي تعاني منها الأسيرات؛ حيث أن زوجته منذ بداية العام لم تر أطفالها سوى مرة واحدة ما يؤثر سلبا على نفسيتهم جميعا.

مطالب أساسية

ومع تصاعد الانتهاكات بحقهن اتخذت الأسيرات يوم الخميس الماضي أولى الخطوات الاحتجاجية؛ حيث قمن بإرجاع وجبات العشاء فعاقبتهن إدارة السجن بحرمانهن من وجبة الفطور في اليوم التالي؛ وبعدها منعتهن من الخروج للساحة ليومين.

وتقول الأسيرة المحررة شذى حسن من رام الله لـ مكتب إعلام الأسرى إن أبرز مطلب للأسيرات حاليا هو السماح بزيارة الأهالي؛ حيث تمتع عنهن الزيارات منذ بداية جائحة كورونا وسمحت بها فقط لمرة كل شهرين وهي مدة طويلة جدا بالنسبة لأسيرات يحرمن من الاتصال مع عائلاتهن.

وتوضح بأن الاحتلال كان وعدهن بتركيب هواتف عمومية في السجن ولكنه يماطل في ذلك ويتعمد عدم القيام بهذه الخطوة للضغط عليهن؛ مبينة بأن الاتصال بات مطلبا ملحّا للأسيرات في ظل انقطاع الزيارات.

وتبين بأن المطلب الثاني الهام هو إصلاح السجن؛ فالدامون سجن ذو بناء قديم يفتقر للبنية التحتية الجيدة، وعلى أبواب فصل الشتاء تعاني الأسيرات من البرد الشديد والرطوبة بسبب طبيعة السجن.

ومن بين المطالب كذلك إصلاح ساحة الفورة الخاصة بالسجن وهي المتنفس الوحيد للأسيرات؛ حيث تعرضت أكثر من أسيرة للانزلاق عليها وهو ما يجعلهن يتنغصن حتى في وقت الخروج من الغرف، وكانت إدارة السجن وعدتهن بوضع مادة خاصة عليها إلا أنها ما زالت تماطل في ذلك.

وتشير حسن إلى أن الاحتلال كذلك قام بتركيب آلات تصوير ومراقبة في ساحة السجن وهو ما يسلب الأسيرات خصوصيتهن؛ حيث لا يتمكنّ من الخروج من الغرف إلا بارتداء ملابس الصلاة.

وتضيف:" هناك مطالب أخرى تماطل في تحقيقها إدارة السجون مثل العلاج وهو أمر ضروري للغاية للأسيرات المصابات مثل إسراء جعابيص ذات الحالة المرضية الأكثر صعوبة بين الأسيرات، كما أن العديد منهن يحتجن لإجراء عمليات جراحية ضرورية".

وفوق كل ذلك قام الاحتلال بسحب بعض المواد التموينية من "الكانتينا" الخاصة بالأسيرات ويطالبن بعودتها، إضافة إلى مطلبهن بعدم وضع الأسيرات الموقوفات في معبار الشارون الذي يمتاز بظروف سيئة للغاية.

وتصفه المحررة شذى المعبار بأنه عذاب فوق عذاب للأسيرات الموقوفات، حيث أنه بارد شتاء حار صيفا ولا توجد به أي مرافق ويقع وسط غرف المعتقلين الجنائيين. 



جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020