تستعد الحركة الوطنية الأسيرة في معتقل عوفر لخوض معركة استرداد الكرامة والحقوق المسلوبة، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات القهرية التي تعرضوا لها، فالأسرى يعيشون في ظل ظروف اعتقال قاسية تفرضها إدارة سجون الاحتلال عليهم؛ كما تواصل انتهاكها لأبسط حقوقهم الإنسانية وتمعن في ظلمهم .
أسرى عوفر حاولوا إيصال صورة حياتهم الاعتقالية لـ مكتب إعلام الأسرى وشرحوا ما يتعرضون له من وضع أليم واعتداءات ممنهجة تنفذها إدارة السجون بشكل متعمد إمعانا في هضم حقوقهم؛ ولم تترك وسيلة تنكيل وإجرام إلا واستخدمتها ضدهم ظنا منها أنها ستحط من عزائمهم.
وأكدت الحركة الأسيرة في سجن عوفر أن الإهمال الطبي الذي أودى بحياة الشهيد الأسير داوود الخطيب رحمه الله لم يكن آخر ما في جعبة إدارة السجن؛ كما ولم تكن الجريمة الوحيدة لها في معتقل عوفر.
وأوضحت بأن الإدارة الصهيونية استهدفت الأسرى في غذائهم والذي يأتي وقد انتهت صلاحيته فضلاً عن سوئه كماً ونوعاً، كما حرمت الأسرى الجدد من حقوقهم الطبيعية من المأكل والمشرب والمبلس وغيره من مواد التنظيف واحتياجات المعتقل الجديد، فيما يعاني الأسرى المحرومون من الزيارة بسبب الوضع الأمني أو نتيجة عقاب أو بسبب وباء كورونا؛ من نقص الملابس.
ويبدو أن انتشار وباء كورونا كان فرصة إضافية للاحتلال للإمعان في ظلم الأسرى في عوفر؛ حيث لم تقدم لهم ما يحتاجون من مواد تعقيم ومستلزمات وقائية ومواد طبية وغيرها، بل إنها تغلق عليهم المواقع لأيام عديدة بحجة الاشتباه بالإصابة بالفيروس حتى دون أن تقوم بالفحص الطبي، مما أدى إلى إصابة عدد من الأسرى بهذا الوباء من خلال عدوى من سجاني المعتقل أثناء قيامهم بالعدد أو التفتيش الليلي أو النقل إلى المحاكم، مما يخلق حالة من الذعر بين الأسرى والمعتقلين.
وأشارت الحركة إلى أن إدارة المعتقل قطعت صلة الأشبال مع الحركة الوطنية الأسيرة ومنعت ممثليها من زيارتهم والتواصل معهم من أجل الاستفراد بهم رغم وجودهم في قسم داخل المعتقل.
وبعد كل ذلك حاول الأسرى في السجن بكل الوسائل أن يصدوا هجمة الإدارة عنهم وعن مرافق المعتقل عبر حوار هادئ امتد لأشهر ومن خلال خطوات جزئية تكتيكية؛ إلا أن الإدارة قامت بمقابلة كل ذلك بالتجاهل والعنجهية بل وبضرب الأسرى بالغاز مرات عديدة خلال شهرين، وفرض العقوبات المالية الباهظة عليهم وبمنع الأسرى من زيارة أهلهم لأشهر طويلة، كما حاولوا أن يغطوا النقص من الملابس والمواد الغذائية ومواد التنظيف والمستلزمات الطبية على حسابهم لكنها أغلقت كل المنافذ وسدت أبواب الحوار.