رام الله- مكتب إعلام الأسرى
مقيدا إلى سرير المستشفى بجسده الهزيل المنهك من مرض السرطان وصلته نتائج فحوصاته التي أجراها مؤخرا وصدفةً حول فيروس كورونا، لتكون نتيجته "إيجابية" أي أنه يحمل الفيروس، وكأن هذا الجسد المثقل بالعذابات كان ينقصه أي مرض آخر.
ولعل الإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال عن قصد تجاه أبو وعر وغيره الكثير من الأسرى المرضى كان كفيلا أن يزيد أوجاعه وثقل مرضه الخبيث، والآن هي تزيد من وتيرته مع وصول نتيجة فحصه حول إصابته بفيروس كورونا.
وتقول شقيقة الأسير لـ مكتب إعلام الأسرى إنه مر بظروف قاسية فعلاً خلال اعتقاله، حيث يعاني من المرض منذ أكثر من عام والآن تضاف إليه إصابته بالفيروس إضافة إلى إهمال الاحتلال الطبي.
تسعة عشر عاما تقريبا أمضاها أبو وعر في سجون الاحتلال كانت تمر عليه عاما بعد الآخر بثقلها ومرّها وبعده عن العائلة والمنزل، ولكنها ازدادت مرارا بالحكم المؤبد ست مرات و٥٠ عاما.
وتوضح بأنه اعتقل عام ٢٠٠١ بعد أن كان مطاردا للاحتلال؛ وعلمت العائلة باعتقاله بعد عدة ساعات ثم نقل إلى التحقيق الذي عانى فيها كل أشكال التعذيب والحرمان، وبعد ذلك بقي ينتظر الحكم الذي صدر قاسيا ظالما بالسجن مدى الحياة.
وتشير إلى أنه رغم القهر الذي يحاول الاحتلال فرضه على كل أسير إلا أن كمال كان صابرا ومليئا بالمعنويات التي كان يمد عائلته بها، وكان لا يشتكي لهم عن شيء بل مبتسم دائما وشديد الاهتمام بأمور عائلته.
بداية المرض
قبل أكثر من عامين وخلال إحدى الزيارات للأسير لاحظت العائلة "بحّة" في صوته، فأخبرها أنه يعاني من الزكام والانفلونزا وأن الأمر عادي جدا.
وتقول شقيقته إنها لاحظت استمرار حشرجة الصوت هذه في الزيارة التي تلتها والتي بعدها، وفي كل مرة يطمئنهم الأسير بأن ذلك ناجم عن الرطوبة العالية في السجن وظروف الاعتقال، إلا أن الأمر استمر عاما كاملا معه فثارت الشكوك لدى العائلة وطلبت من كمال أن يتقدم بطلب لإدارة السجون كي يجري الفحوصات اللازمة لمعرفة سبب تلك الحالة.
وبعد مماطلة طويلة من الاحتلال وافق على إجراء الفحوصات التي كانت نتيجتها أنه مصاب بسرطان الحنجرة ما يفسر سبب بحة الصوت تلك.
أيام وليال لا يعلم بها إلا الله وحده عما قاسته العائلة حين علمت بمرض كمال، فهو الغائب القريب الذي تُنتظر حريته كلما لاح طيف صفقة مشرفة في الأفق.
وتبين شقيقته بأنه كان حتى في مرضه لا يشكو لعائلته أيا من الأعراض ولا يشغلها بما يعانيه بل يمضي الزيارة كلها وهو يطمئن على أخبار العائلة ويبتسم ببساطة.
كورونا
ومنذ فبراير الماضي توقفت الزيارات لعائلة كمال فلم تعد تطمئن عليه؛ وخلال هذه الفترة تدهور وضعه الصحي وأصبحت العائلة تتابع أخباره عن طريق وسائل الإعلام فقط يغشاها الخوف والقلق.
ولكن معدل الخوف ازداد لديها حين كشفت إدارة السجون الصهيونية عن إصابته بفيروس كورونا، وهو المريض الذي تضعف مناعته دائما ويحتاج لجلسات علاج ودواء مستمر.
وتبين شقيقته بأنه خضع قبل شهر تقريبا لعملية جراحية تم خلالها أخذ عينة من منطقة الحنجرة بعد أن أنهى العلاج الإشعاعي، وهو العلاج الذي كان ثقيلا صعبا عليه وهو مقيد في السرير رغم ضعفه.
وفي ظل كل هذه الظروف الصعبة لا تملك العائلة سوى الدعاء والمناشدة كي يكون هناك تحرك لإنقاذه وإطلاق سراحه كي يواصل العلاج خارج السجن.