حصاد الأسرى العلمي في سجون الاحتلال يثلج صدور عائلاتهم ويخفف من أحزانهم
الأسرى
إعلام الأسرى 

تُثلج إنجازات الأسرى الشخصية ومنها الحصاد العلمي والحصول على الشهادات العلمية المختلفة قلوب عائلاتهم المكتوية بنار الفراق والغياب، فإنجازاتهم العلمية بأنواعها، من دورة أو شهادة توجيهي أو بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراة، تحل ضيفاً جميلاً على عائلاتهم.

محررون وأسرى وعائلاتهم يتحدثون لمكتب إعلام الأسرى عن هذا الأمر وتأثيراته على كل أفراد العائلة من أطفال ونساء وكبار السن، معتبرين أن هذه هدايا ثمينة تبقى عالقة في قلوبهم قبل أن تكون موثقة بشهادات.

والد الأسير لطفي جعيدي، باسم جعيدي، من سكان قلقيلية، والذي يقبع في الاعتقال الإداري بعد إعادة اعتقاله عقب عدة أشهر من الإفراج عنه من اعتقالٍ استمر ثلاثة عشر عاماً يقول" كانت فرحتي لا توصف عندما استلمت شهادته الجامعية في تخصص العلوم السياسية من جامعة القدس في أبو ديس قضاء القدس، في حفل تخرجٍ مهيب، فقد أكمل كل متطلبات الدراسة وهو داخل الأسر، وكانت هذه اللحظات من أسعد لحظات حياتي".

يضيف جعيدي"المسيرة العلمية اكتملت في حياة ابني داخل الأسر، من خلال حصوله على شهادة التوجيهي والبكالوريوس ودورات في اللغة العبرية والإنكليزية، إضافة إلى مهارات كثيرة، فالسجن كان بمثابة الجامعة الحقيقية الذي انتزع فيها ابني حقه في التعليم خلف القضبان، وخلال فترة طويلة من الأسر زادت عن ثلاثة عشر عاماً".

وليس بعيداً عن منزل الأسير لطفي جعيدي، يقول والد الأسير سعيد ذياب والمحكوم بالسجن مدة 28عاماً، أمضى منها لغاية الآن 12عاماً، الحاج بسام ذياب "أبو السعيد" والذي لا يستطيع الحراك من مكانه إلا بصعوبة بسبب مرضه" شهادة ابني سعيد وحصوله على ماجستير في الإدارة، عوضت عليه خسارته في عدم مواصلة التحاقه في جامعة القدس المفتوحة بسبب الاعتقال والحكم القاسي الصادر بحقه، فهذه الشهادة وغيرها والتي حصل عليها جددت فينا الأمل بأنه قادر على تحقيق النجاح رغم ظروف الأسر القاهرة، فالعلم بالنسبة للأسير طفرة وقفزة نوعية نفتخر بها كعائلة في كل المناسبات، حتى أن المحيط العائلي والأقارب والأصدقاء يأتون إلى منزلنا للمباركة والتهنئة بعد حصوله على الشهادة الأخيرة".

والد الأسيرين إياد وهزاع، الحاج بسام هزاع من سكان قلقيلية يقول" الشهادة العلمية التي استلمتها لابني إياد في شهر تموز الماضي من جامعة القدس وهي شهادة الماجستير بمعدل ممتاز هي بمثابة نيشان ثمين له ولنا، فحكم 20 عاماً لم يؤثر على نفسيته وقدرته على تحقيق النجاح، فهذه القدرة القوية انتقلت إلينا وأصبحنا أقوياء، ولا يشعر بفرحة هذا الإنجاز إلا عائلة الأسير التي تواكب لحظات فراقه أولاً بأول، فكل دقيقة تمر لا تخلو من ذكرى أولادي الأسرى، وهم قدوة لغيرهم في تحقيق الإنجازات، إضافة إلى أن حصاد الأسرى العلمي يضاف إلى نجاحات الحركة الأسيرة الفلسطينية التي تضم بداخلها عقولاً وطاقات".

ويرى المحرر الأديب ثامر سباعنة من سكان بلدة قباطية في تحقيق الأسرى إنجازات علمية، بأنها صفة تمتاز بها الحركة الأسيرة الفلسطينية التي تشجع على العلم والتعليم، فمن مطالب الأسرى خلال الإضرابات السابقة، السماح بالالتحاق بالجامعات، فهذا المطلب له أهمية وضرورة يؤكد عليها الأسرى في حقوقهم، وكان لهم ذلك، إضافة إلى وجود دورات تعليمية مهمة لا تقل أهمية عن الشهادات الجامعية، والكثير من الأسرى تعلم في الأسر مهارات تعليمية وثقافية سهلت لهم الاندماج في الحياة".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020